ليلة أمس ومذكرات العملية للاستاذ مصطفى رحمه الله

قضيت ليلة أمس اتصفح موضوع تنفيس ومذكرات العملية للاستاذ الكبير / مصطفى الصالح رحمه الله عليه وقرأت جميع مشاركاته بإمعان فشعرت بمدى المعاناه التي عاشها ومدى تمسكه بالامل في الحياه وعدم شعور بعض البشر بالالام الاخرين والذين يتقاعصون عن اداء حوائج المرضى تحت مُسمى الروتين ولا اعلم هل هذا المقصد ام يريدون اموالا تحت مُسمى الرشوى ..وتأكدت ان هؤلاء لا يهمهم المريض ولا اوجاعه بقدر المصلحه والمنفعه وللاسف هؤلاء الأُناس بكل دولة ينخرون بالقيم والمبادئ ....ألا يوجد رقيب على هؤلاء؟
مع ذلك استمر استاذ مصطفى معهم وكان يقضي يومه انتظارا وذهاباً وإياباً حتى يمر الوقت هباءً .... ما هذا العذاب أيها الحمقى ؟ انه مريض ينتظر من يخفف أوجاعه بفارغ الصبر وكلما مرت الايام كلما زادت الخطورة أليس هذا في الاعتبار؟ أم ان حياه الانسان لا تساوي شيئا عندكم ....إذا فما أهميتكم.....ام ان المال هو كل تفكيركم ؟

التعود يميت القلب.. أقصد كل واحد في عمله تعود على ما يراه يوميا في مجال عمله؛ ولكن كله إلا المرض وحياة الإنسان.. ما زالت الصدمة تسيطر على نفسيتي، والذكريات التي تقسم بحلاوة خلقه، ومساعدته للجميع بثقافته وثرائه الأدبي، صوته معي على الهاتف ما زال موجودا. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى

رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجعل مرضه وآلامه في صحيفة حسناته أمين يارب العالمين

كما قال استاذ عبد الله عملهم وتعودهم على رية المرضى يميت القلوب ويجعلهم يتعاملون معها على أنها حاله وليس انسان من لحم ودم يتألم ارتاح وذهب لخالقه وهو أعلم به

كل المهن فيها مبررات التأخير أو التعوّد على نمط العمل إلا الطب، في نفس يوم وفاة الحبيب الأخ والصديق شاهدت فديو احتفال أحدى المستشفيات في الغرب لأنها أنقذت حياة طفلة ولدت في الأسبوع (22) ووزنها (300) غرام وبعد مداراتها طبيا وبعد فترة زمنية أصبح وزنها (3) كيلو لتعيش سليمة، ليس بيدي حيلة وهو يشرح لي رحمه الله معاناته والمضاعفات المرضية نتيجة البطيء في العلاج، لا زلت أعيش الصدمة، الكثير من نصوصي كان يشير علي برأيه ووجهة نظره الأدبية، إنسان مثقف وأديب ورجل خلوق مهذب، صداقتنا تمتد لسنوات طويلة، تعرفت عليه في الفينيق وكان اللقاء الأول بيننا هو أختلاف أدبي بوجهات النظر بعدها أصبحنا أصدقاء من خلال مواقف عدة تشاركنا في الرؤى فيها ووقفنا معا، حين طلب مني العمل معه في الأدارة لم أتردد لحظة واحدة، وعندما خيروني في الفينيق بين العمل الأداري فيه أو العمل مع الفقيد، أخبرتهم ليس مثلي من يتخلى عن صديق، وهكذا غادرت فريق العمل في الفينيق وفاءا لصداقتنا وأخوتنا، رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه

الله يجعل مرضه مكفر لذنوبه وسببا في دخوله الجنة ،
رحم الله الأخ مصطفي الصالح .