-
الصراع
في الريف
الرجل الذي يسكن القرية البعيدة يختلف عن ابن المدينة
حيث الأرض تعلمه الخشونة والضرب في ترابها يعلمه الصراع
يخاف من الصدى! فلا يحب تردد كلماته عاليا ليسرقها المتلصصون وتلوكها ألسنة القرية
الأرض عرض والعرض أغلى من الحياة
المرأة عورة يكره أن يرى أحد ظفرها ناهيك عن وجهها وعينيها
رجولته هي غيرته النارية هي صوته الجهوري وهو يهدد ويتوعد ويعطي الأوامر
هي تعيش في بيت بل سجن مريح أحيانا سجن وثير من خمس نجوم عليه حرس شداد
لا يمكنها الخروج إلا تحت رقابة صارمة
ولا يمكنها سوى لبس الزي الرسمي للخروج، جلباب واسع فضفاض بلون أسود أو أبيض ورمادي كما تفرضه قوانين المجتمع وغطاء للرأس والوجه تخرج منه عين أو عينان حسب المتعارف عليه
لا يمكنها الكلام مع أي كان ويمكنها زيارة الأقارب مع الأم أو أم الزوج في النهاية الزواج يحفظ لها الحقوق المادية وبعض المعنوية، تفرح بالعريس المتقدم حتى لا تصبح بائر فرأس مالها شبابها النظر كوردة لا يمكن أن تباع بعد أن ذبلت البتلة و خبا العطر
يوافق الأهل على أول أو ثاني خاطب ليعم الفرح في ربوع العائلة فتجارة ابنتهم لم تكن كاسدة
العرس مناسبة للفرح للحنة والزينة والغناء والزغاريد
أصبحت بنتا جديدة لعائلة جديدة تشبه نبتة جديدة زرعت بين زرع آخر متى تينع وتخضر؟ أحيانا تشحب وتصفر إذا لم تجد يدا تسقيها وترعاها
إنها حياتها وما فيها من تعب وشقاء ووصب ولذة أصبحت بعض المحظورات مباحات لديها كالخضاب والزينة والزيارات والضحك بهستيريا بصوت عال مع صديقاتها في بعض الظروف
المقيت في الأمر أن عليها أن تنجب عددا لا محدودا من الذرية والنسل
وحين تبدأ الإنجاب يبدأ الصراع
أولاد زوج حماة.. عائلة تحتاج للمساعدة.. زوج يريد أولادا ذكور ليفخر به والده وينافس بهم أبناء عمومته في القرية.. يتذمر من وجهها الشاحب وجسدها الممترهل بعد حملها الأخير
تنام منهكة وينام متذمرا وفي الصباح يشق صوت عربدته صدر النهار يرحل تستمر في الأكل بغيظ الشيء الوحيد المباح بلا حساب
يعود ولا يجد الطعام كما يحبه ويرغبه.. الملح زائد يعربد من جديد
يدفع إناء الطعام بعيدا ليدلق قدرا منه على الأرض
وتختبئ هي خلف خوفها في زاوية
تصبح الحياة مصنعا للذرية ومطحنا للمشاعر الإنسانينة حيث تطحن الحب والفرح وتخرج فتات الحزن والقلق
إلى أين؟ لا أحد يعرف إلى أين رغم أن الجميع يلتمسون الطريق للسماء أو لله في السماء
و ما زال الرجل العربيد يحرص على ألا يرى أحد عين زوجته أو أصبعها يتركها ليلا ليذهب لوكر بعيد ليشرب الخمر وينفث السيجارة يعود مترنحا يراها جارية مدفوعة الثمن ينهرها يضربها يشتمها يأمرها أن تهدهد طفلها لينام.
نام حلم بكوابيس الشمس ترسل سياطها والعرق يتقاطر من جبينه ثمة أفعى خرجت من جحر الحقل ركض ثم لحقته ثم تحولت إلى الصغير وهي تمد لسانها الطويل في لحظة التفت، والتقط فأسه القريب ورفع فأسه.
-
نتابع معكم أديبتنا الفاضلة هذا المنجز الجميل
ولنا عودة بوجهة نظرنا هنا
لكم تحياتي وتقديري
-
******
سردية جميلة فيها قفلة مفتوحة واشتغال جيد، فيها تصاوير وقوالب جيدة أعجبتني
لكن بحاجة إلى اشتغال أكثر على الأسلوب حيث كان النص في أجزاء منه عبارة عن مقالة سردية، وربما كان هناك تعابير أقوى من الحالية في بعض المواضع فمثلا بدل (فلا يحب تردد كلماته عاليا ليسرقها المتلصصون وتلوكها ألسنة القرية) يمكننا القول لا يحب التكلم بصوت عال كي لا يسرق المتلصصون كلماته....
لكن كبداية أعتبره نصا ناجحا جدا، ووجود النص في الابداعات السردية يشفع للاسلوب، وفي نصوص لاحقة نحاول التركيز على خيط السرد وتوضيحه مع توضيح التعابير والمقصود
لك مستقبل مع المثابرة والاهتمام
كل التقدير
-
مرحبا استاذة فاطمة.
مرور لقراءة هذه السردية والسؤال عنك من خلالها... لعلك بخير.
تحياتي لك
-
القضية المطروحة بالنص كبيرة ، فهو يتحدث عن عادات رغم أنها اندثرت الا القليل ، ولكن للنص يتعرض لحقوق المرأة النفسية
حق الاختيار
حق ألا تكون سلعة معروضة للبيع .
حريتها المسلوبة ، عدم ارتفاعها ذاتيا من المال ،العمل
واجباتها ، مالها وما عليها ، كيانها كإنسانه ..
النص راق لي فلسفته ..
شكرا فاطمة أحمد
-
نتابع النص
نتمنى المواصلة
تحياتي مع التقدير