ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح

\\\\\\\\\\

بغض النظر عن أصل القصة القصيرة جدا، وهل هي عربية أم غربية، يهمني أن أكتبها بحرفية، وأن أعرف التفريق بينها وبين الأجناس الأخرى القريبة منها

أولا

هل الققج ومضة، وهل هذه الومضة حكائية أم شعرية أم نثرية؟ وإذا لم تكن ومضة فما الفرق بينها وبين الومضة؟

للحقيقة القصة القصيرة جدا صارت (ملطشة) لكل من كتب سطرين واستسهلها كتصنيف، ومن كثرة التكثيف والضغط صارت كلمة واحدة عند البعض! هذا صحيح فبعضهم جاءني يوما ما بكلمة واحدة قلت ما هذه قال ققج قلت هزلت

السبب أن البعض أطلق لفظ الومضة على الققج فظن الآخرون أن التكثيف أفضل ويجعلها ضمن التصنيف، نحن أمام كتاب الفيس ووسائل التواصل الاجتماعي كتاب عصر السرعة الذين تعودوا على الألقاب بالمجان

بالنسبة لي الومضة (حكائية، شعرية، نثرية) ليست ققج، بل جزء من الققج، جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن نشرها منفردة فتكون ومضة شعرية نثرية حكائية، ولا تكون ققج أبدا

إذن الومضة ليست ققج بل جزء منها، والققج أكبر من الومضة لأنها تحمل عناصر أكثر

لو اعتبرنا الققج سيارة، تكون الومضة الحكائية هي الجزء الحركي منها (يعني المحرك والعجلات) ، الشعرية في النص هي الهيكل الخارجي، أما العنوان فهو مفتاح السلف (التشغيل)

وهكذا يكون قد استبان لنا ما هو الأساسي وما هو الفرعي في الققج

بالنسبة للمفارقة والدهشة وعدم كشف العنوان للنص فهي أمور أساسية من شروط الققج

\\\\\\\\\\\

ورد في رد الأستاذ قصي لفظ (ولما كانت القصة القصيرة جدا..تسمى ومضة حكائية)

فكان لا بد لي من وقفة هنا، هنا بيت القصيد... من سمى الققج ومضة؟

أنا لم أسمها ولا أقبل هذه التسمية، الققج أكبر من الومضة سواء كانت حكائية أو شعرية أو نثرية، الومضة الحكائية جزء من الققج والعكس ليس صحيحا

هذا هو أساس فكرتي ولا تعنيني تسميات الآخرين في المنتديات وغيرها

الومضة الحكائية ليست ققج بينما الققج أكثر من ومضة مهما كانت

\\\\

وجاء في رد آخر لي ردا على موضوع الأستاذ قصي

الومضة بمفهومها الشامل هي عربية الأساس، فالعرب هم أهل البلاغة، ولا توجد لغة في العالم وصلت إلى ما وصلت إليه اللغة العربية من حيث الكم والكيف

وهناك ما يسمى الهايكو، وهو فن ياباني قريب من الومضة

ما زلت أقول حتى الآن ومضة دون تصنيف،

باعتقادي أن تقارب الحجم لا يجبرنا على قول أن التفاح والبرتقال واحد، وكلاهما فاكهة، ولا تقارب اللون بين البرتقالة والمندلينا يجعلنا نقول أن كلاهما واحد، وقس على ذلك في الأدب

إذن هي مجموعة العناصر المكونة لذلك الشيء، فلا يمكن مقارنة التفاح بالبرتقال بسبب تقارب الحجم والانتماء لنفس التصنيف، لا يمكن ذلك لاختلاف الجوهرية، كما الاختلاف بين الفقوس والخيار أو الموز

الومضة حكائية إذا كان فيها سرد، وشعرية أو نثرية إذا كانت مبنية على فكرة أو حكمة، وهناك عدة أقسام للومضات حسب تصنيفي الشخصي هي كالتالي

حكمة، مقولة، مثل، طرفة، مشهد، صورة شعرية (موزونة أو بدون وزن)الخ. وهذه كلها موجودة في تاريخنا

ما الذي يميز القصة القصيرة جدا إذن؟

أولا: فيها ومضة حكائية
ثانيا: الهدف السامي في الفكرة (ليست عبثية)
ثالثا: المفارقة والدهشة
رابعا: البلاغة
خامسا: وإذا حوت حكمة، مقولة، مثل، طرفة، مشهد، صورة شعرية (موزونة أو بدون وزن) فهي إبداعية

\\\\\\\\


حيث أن الكثيرين يستسهلون الكتابة فيها ظنا منهم أن قلة عدد الكلمات تؤهلهم للكتابة في هذا الفن المتميز

وللحقيقة فإن معظم ما يكتب في هذا الخصوص يتنوع بين الخاطرة السردية والومضة السردية (القصصية = أقصوصة) والمشهد، وبعضها يدخل في المباشر والتقرير والمقولات والحكم


ولأجل الفائدة أيضا سأورد تاليا بعض ما حباني الله في هذا العلم

* الققج ليست تعبيرا عن المشاعر، بل هي فكرة أولا، فإذا لم تكن فكرتك سامية فالنص قطعا ليس ققج

\\\\\\\\\\\\

الققج بلاغة

وهو ما يسمى التكثيف

يعني ليس فيه ترهل وكلام زائد

ما هو الترهل؟ هو الكلام الذي إذا حذفته لم يتاثر النص

والبلاغة تقتضي علما جيدا في اللغة وعلامات الترقيم من فواصل ونقاط وعلامات سؤال واستفهام

....

كاتب الققج المبدع بالضرورة أنه يستطيع كتابة قصة ورواية، حتى وإن لم ينشر

فبعض مبدعي الققج لا نجد لهم قصصا وروايات، ليس لأنهم لا يقدرون بل لأنهم يستسهلون التفكير ويستصعبون الجلوس فترات طويلة لكتابة القصص والروايات، ربما ظروفهم لا تسمح لهم بذلك

فلذلك من لا يستطيع أبدا كتابة قصة أو سردا معبرا لن يبدع في الققج مهما كانت لغته قوية، والشواهد كثيرة، فأنا أعرف عدة أساتذة في اللغة لم يستطيعوا كتابة ققج واحدة رغم عشرات المحاولات الفاشلة

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.....

....

الفرق بين أسلوبي الققج والقصة

هذا الفرق يتميز أولا بطريقة عمل العدسة

عدسة الققج خارجية معظم الوقت، يعني لا تركيز على المشاعر ودواخل النفس والتفكير

الأقصوصة والقصة القصيرة تتغير عدستها بين الداخل والخارج والداخل فيها يشكل جزءا كبيرا منها

الققج تصوير خارجي

القصة تصوير متغير منوع غير ثابت

....

من حيث الحجم

بعضهم راح بعيدا وجلب أفكارا ودراسات غربية وحاول تطبيقها على العربية وإقناعنا بها، وخاصة نقاد المغرب العربي

بعضهم أوصل الققج إلى 200 كلمة، وبعضهم قال لا تزيد عن ستين كلمة

وبعضهم أخذه الحماس فكتب كلمة واحدة!!

وحجة البعض أنه ما زال صنفا تجريبيا لم يثبت على أسس ثابتة بعد

هذه حجج واهية يقوم بها من يريدون الظهور بأية وسيلة وهم لا يملكون المؤهلات

بعضهم صَعَّب الأمر وعقده وجعل له دراسات يعجز الأكاديميون عن فهمها واستيعابها

الأمر بسيط، إذا لم يكن هناك فكرة سامية وبلاغة ومفارقة تسبب دهشة وصدمة فليست ققج.... هكذا باختصار

تريد أن تستعرض عضلاتك في السرد فعليك بالقصة القصيرة أو الطويلة أو الرواية

أما أن تكتب ومضة نثرية أو خاطرة وتريد إقناعنا أنها ققج فهذا يحصل على الفيس ومجموعاته وليس في عالم الأدب الحقيقي

تريد التصفيق والمجاملات والفخر الزائف فعليك بالفيس وما قرب إليه من قول أو عمل

....

العنوان

العنوان مكمل للنص، ليس شارحا له، ليس كاشفا له، ليس حزورة أو فزورة أو أحجية

....

النص

والنص بحد ذاته ليس حزورة أو فزورة أو أحجية، فإذا لم يفهم أحد منه شيئا فلا قيمة له

ولا ينتشينَّ كاتب حين لا يفهم أحد نصه

يجوز للكاتب الترميز والتصوير لفتح النص على التأويل، لكن دون تعجيز! وإلا سقط النص