اصمتْ فصمْتُكَ أمْسى اليومَ من ذهَبٍ
.............................يربو.. فتربو به القاماتُ والرُّتَبُ
اكتمْ شخيرَكَ عندَ النَّوْم ... محتسباً
.......................فالصمتُ يُشرى وبالقيراط يُحتَسَبُ
إنْ كنْتَ ذا طمَعٍ فالصَّمتُ محفظةٌ
.............................فيها الثّراءُ ومنها المالُ يُكتسَبُ
«وولُ ستريتُ» إذا اهتزّتْ ركائزُهُ
........................فبورصَةُ (الصَّمْت) كالأبقار تُحتلبُ
**
صمْتٌ مُبينٌ...فلا همْسٌ ولا صَخَبُ
.........................ولا صَدى وجَعٍ في الأذن ينْسكبُ
ليْلٌ.. بلا حَلَكٍ فالشمسُ واجمةٌ
..........................والعينُ طارفَةٌ والضوءُ ينسـحبُ
والناسُ في كهْفهمْ باتوا بلا أرَقٍ
.........................لا شيءَ يشغلُهم والهَمَّ ما طلَبوا
في غيْهَب الهُون في أغلالِهم رسَفوا
..........................والدارُ تُسبى وبالنُّكران تُنتهبُ
**
صَمْتٌ مبينٌ... فلا هَمْسٌ ولا صَخَبُ
....................ولا صدىً من تخوم السَّمْع يقْتَرِبُ
والرأسَ أثمَلَهُ عَيٌّ يُثَبِّطُُُهُ
..................إذْ عادَهُ الذئْبُ بالترياق...لا عَجَبُ!
فالفأسُ ماضيةٌ تخطو على مَهَلٍ
......................تنخُرُ الشريانَ فالجدرانُ تُنْتقِبُ
تسري كما الخُلْدِ تحت الجلْدِ مخلبُها
...........في القلب طعنَتُهُ... فالقلبُ مُنْعَطِبُ
**
صمْتُ حزينٌ.. فلا ريحٌ ولا سُحُبٌ
................ولا رهانٌ على الأنسام يُكتَسَبُ
أهدْأةُ الموْت؟...لا مَوْتٌ ولا عطَبُ
..............لكنّه الوَهْنُ في الأرواح والنّصَبُ
تُهْنا فَأوْدتْ بنا في التّيه بوصلَةٌ
...............فغادر الوَعْيُ فالألبابُ تُستَلَبُ
نحيا بلا غَضَبٍ فالصَّمْتُ من ذهَبٍ
.........يا أمَّةً ماتَ في ساداتها الغَضَبُ
**
القدْسُ فيها فُؤوسُ الصَّمْت قاتلَةٌ
..............أكَلتْ لحمَ الثَّرى فالعظْمُ ينْخربُ
تمشي عَلى عُهْدَة الخطّاب تطْمسُها
....................في كُلِّ زاويَةٍ شيطانُها يَثِبُ
الصَّمتُ غلّفَها بالصّمْت فانشحَذتْ
............وغَوتْ فالغَيُّ في حُسبانها يَجِبُ
القتْ على باحَة الأقصى حبائلها
..............فاليومَ عفَّتُها بالصَّمْت تُغتَصَبُ
**
صَمْتٌ جميلٌ فلا هَمْسٌ ولا صَخَبُ
........ولا صَدىً فالسُّدى في الغاب يحتطبُ
والرّوحُُ راسفةٌ في قيْد غُرْْبَتها
..............وليْتَها من غابر الأجيال تُجْتلَبُ
تأتي على عَجَلٍ، واللهُ يرْفدُها
.............هي الأبابيل في أعقابها الشُّهُبُ
فالفيلُ كالعَصْف فالسجّيلُ يحرقُه
.............واللهُ أكبرٌ فيها النصْر والغلَبُ