آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 10 من 20

    الموضوع: بعد المحطة الأخيرة \ م الصالح

    1. #1


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10

      بعد المحطة الأخيرة \ م الصالح

      ..

      وصل ولكن...

      باستغراب نظر الناس إلى دموعه والإمام يخطب: " اتقوا الله في بناتكم، زوجوهن لمن ترضون دينه وأمانته"
      كان يحبني، بكى تساقط أوراق الربيع عن شجرة غمرها الخريف، كنت أضج بحياة غدت الآن بلا رنين...
      امتلأ قلبه بالشجاعة ولسانهبالجرأة، هاتفني واتفقنا على لقاء.
      حضر قبل الموعد، قطف من الورود أجملها، ومن العطور أبهجها، علت محياه ابتسامة رقيقة، كادت أن تتلاشى حين أبصرني قادمة، لكنه سرعان ما شحذ همته واسترجع ابتسامتة الهادئة..
      ما زلت أتساءل لماذا طلب لقائي هنا وقد كان باستطاعته الحضور إلى المنزل متى شاء!
      جلست أمامه بكبريائي المعهود، بالتجاهل الذي يعتبر (موضة) بين البنات، وهل أنا بنت على عتبة الأربعين!...
      نظرت إليه بحدة منتظرة أن يتكلم، فتنحنح وخفض عينه:
      -أنا.. قالها عدة مرات وهو يبحث يمنة ويسرة عن جرأته التي تبخرت لحظة جلوسي أمامه
      - نعم أنت… وأنا هنا....
      - أريد أن.. وتتبعثر الكلمات في كل الاتجاهات
      - تريد ماذا؟
      - أحبك.. وأريد الارتباط بك.. ثم أخرج زفيرا كمن نضح المحيط
      - وكم تملك من المال يا ابن عمي؟..
      ساد صمت كالموج هادر، كالجمر في اليد حارق، كحد السيف قاطع، كحلم مسن يغلي من التجمد... لحظات تسبح في فراغ...
      عجز عن التأتأة، وضع رأسه بين كفيه... هل أخطأت عندما أردت التعبير عن مشاعري! ربما لا أستحقها، كان يجب ألا أخوض في هذه الحماقة، سحقا لقلبي البائس، ويا لك من خطيب مغرر!


      هي كمن رأت غريما، أذاقها الذل والهوان، ولما تمكنت منه وجهت له طعنات بلا وعي، وحين استيقظت وجدت نفسها تغرق في بحر من الدماء، تنتقم من نفسها لتأخرها، تطعن التعنت الذي لازم أبيها طوال سنوات عجاف حتى أيأس الناس منها.. أرادت رجم تقاليد أجبرتها على إطفاء زهرة شبابها، طاعة لولي أمرعاجز عن اتخاذ قرار صائب، تُحمّل كل عائلتها مسئولية عدم قبوله، فقد جاءت أمه تلمح لمصاهرتهم قبل أن يتغرب للدراسة، فأكرموها بفظاظة مذلة، عيروها بالفقر وسوء الحال... الذنب ذنبي ولا علاقة له، منذ الصبا وهو يتقرب إلي، يضحك لي، يبش في وجهي، يركض لمساعدتي، يحاول اختراع الحجج لرؤيتي والتحدث معي، يجلب الهدايا من مصروفه للظفر بابتسامتي، رغم أنه كان متفوقا علي، لكنه هو السبب في نجاحي في الثانوية... عيناه لم تغادرني أثناء احتفالي بالمناسبة، يملؤهما خجل حذر، كلامه لطيف يتفجر حكمة ويشع أملا، سحقا لقلبي الغافل، سحرته الدنيا ببريقها ومالها حتى أصبحت ورقة رعناء على أرض يباب، هل أصابتني العدوى؟!
      أفاق من صدمته، لملم نفسه، ارتوى عمرا من الحرمان والصدود والعذاب، رفع رأسه، نظر إليها بعين ملؤها العطف والحنان، وقبل أن يقول شيئا بادرته وهي تغادر: آسفة يا ابن عمي ولنا لقاء....


      كانت لطمة مشبعة بالذكريات، أغرقته بشيء ما، وضعت الأمل أمامه، ابتسمت للذهول المتناسل على ملامحه، ومضت تاركة له لذيذ الدهشة.
      حلقت مع الطيور، رفرفت معها فوق السحب الحالمة المتناثرة، العابثة بضوء الشمس، تثرثر بهدوء مع الريح.
      ابتلعت نظراته الأرض من تحت خطواتها وهي تبتعد برشاقة فاتنة، كظبي يستمتع بجمال الطبيعة يجوب البراري، مضطربة كطير وجد نصفه الآخر.
      حاولت إخفاء البريق المشع من عينيها في لحظة أرهقتها الذكريات، لكنها لم تستطع منع وجنتيها من التحول إلى جوري يغازله الندى ساعة الشفق.
      طردت كل الأفكار المستخدمة من غرفتها، جلست وحيدة، تتخلص من ذكرياتها المهترئة، تعيد ترتيب مشاعرها المقموعة، فالسماء حبلى، والبذرة هشة لم تعد تحتمل الجفاف.
      عيناه تزغردان من الفرحة، جسده ينتفض كطائر وجد الدفء في أحضان خيوط الشمس الخجولة، بعد أن اغتسل طول العمر بالحرمان.
      وجد قوة وجرأة للانطلاق خلفها وإنهاء تمرد سنين الضياع، لكن عاصفة قطبية اجتاحته، فتجمد مكانه مراقبا، منتظرا نهاية النزاع بين قلبه وعقله، دقات قلبه طبول تقرع كامل جسده بأنهار عاصية من التوتر، عقله سجين كبله التشظي؛ وقد كان ولي أمر كل تصرفاته ردحا من الزمن، تحوَّل الآن إلى تمثال من قلق..
      يلبس ستائر الهذيان، تدخل الشفاه بتمتمات جنونية... هل أنتما مسروران الآن في قبريكما، هل تشاهدان مأساتنا كفيلم سينمائي ماتع؟ أُراهن أنكما تضربان الأقداح فرحا بما أنجزتما، حاولتما مزج المتضادين في إناء غبي، موت أبوها بعد عشرين سنة ليس سببا كافيا لإرغامنا على السير في دروب متلاطمة عمياء... هل أردت أن تمنح نفسك صك غفران عن وعدك لأبيها؟! هل أخبرته أنك أنجزت وعدك له بتسويد حياة ابنيكما؟
      قرر القلب تفريغ كامل حمولته المرفوضة على رصيف الوقت فطرحها أرضا وأغلق أبوابه... لن أستطيع حمل وعدك أكثر من هذا، سأُعيده إليك فافعل به ما تشاء، ستصلك رسالتي يا أبي فاقرأها على مهل، إلى أن نلتقي!
      آه... في الداخل خنجر يمزقني ...
      خرج من زوبعة أفكاره على صوت... سنقفل يا سيدي
      وما هذا الصوت؟
      هاتفك.. إنه يرن منذ زمن...
      أُمي.. ما بك؟
      زوجتك... أجنبي... أوروبا...
      سقط الهاتف... ووجد نفسه يضمها إلى صدره ويبكي من شدة الفرح ...


      مصطفى الصالح

    2. #2
      أديب وناقد صورة رمزية إفتراضية للعضو فارس رمضان
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : فارس رمضان غير متواجد حالياً
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      82
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      4
      وكم تملك من المال يا ابن عمي؟!
      وكأني بك تتحدث عني!

      لغة متقنة وسرد رائع، كاتب متمكن ينتقل بك بين الأزمة دون أن تشعر بالملل،
      وراوٍ غاص باقتدار في عمق الشخصية فأظهر مكنونها ورصد ما يعترك بداخلها

      من النصوص التي تركت أثرا كبيرا في نفسي
      نص يستحق الصدارة والشنق على منصة التتويج
      ودي وتقديري أخي الكريم مصطفى الصالح

    3. #3


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها فارس رمضان مشاهدة المشاركة
      وكم تملك من المال يا ابن عمي؟!
      وكأني بك تتحدث عني!

      لغة متقنة وسرد رائع، كاتب متمكن ينتقل بك بين الأزمة دون أن تشعر بالملل،
      وراوٍ غاص باقتدار في عمق الشخصية فأظهر مكنونها ورصد ما يعترك بداخلها

      من النصوص التي تركت أثرا كبيرا في نفسي
      نص يستحق الصدارة والشنق على منصة التتويج
      ودي وتقديري أخي الكريم مصطفى الصالح
      وكم يسعدني أن أجد من يجد في نصي شيئا يستحق الذكر

      أشكرك أخي الأديب القدير فارس رمضان على هذا الثناء والإطرائ

      سرني أن النص اعجبك ونال استحسانك

      شكرا لأنك هنا

      تحية مغمسة بابهى عطر

      تقديري

    4. #4
      أديبة الصورة الرمزية إيمان سالم
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : إيمان سالم غير متواجد حالياً
       البلد : تونس
        العمل : محاسبة
       هواياتي : المطالعة، الابداعات اليدوية..
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      692
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      5
      جمال الإبداع يتجلى في عدة صور من ضمنها
      وضعه لمرآة الحياة في مواجهتنا , يتسلل إلى أعماقنا فناطلع الأحداث
      و كأننا نعايشها عن قرب ..

      نص رائع أ.مصطفى يثير عدة قضايا اجتماعية بأسلوب شيق
      و صياغة جميلة و شاعرية في أكثر من موضع

      تحياتي و تقديري لك ولقلمك البارع

    5. #5
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      مرور أولي وجوب السلام ومعانقة نصكم الفاخر.
      ثم وددت أن تلقي نظرة هنا لزوم التعديل:

      https://www.afrahroh.com/vb/showthread.php?t=528

    6. #6
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      تجلت الروعة من القراءة الأولي؛ وباقي الروعات حتما سأتلقاها بعد العودة؛ لذا وجدته يستحق التثبيت حتى الشبع

    7. #7
      كاتبة الصورة الرمزية تهاني أبو سعدة
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : تهاني أبو سعدة غير متواجد حالياً
       التقييم : 59
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,450
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      ***

      من الحكايات المتكررة الماضية كقطار اهوج لا يرعوي على شيء ولا يستطيع احد ايقافه
      شاهدت في احد الايام فيلما اسمه القطار والله اعلم \\\
      يمثل الكرة الارضية بكل شعوبها وقبائلها \\\ مع كافة الطبقات المجتمعية من الحاكم حتى ادنى محكوم
      ولكن لا علاقة له بالنص فقط خطر ببالي وانا اكتب
      هذا القطار: العنوسة والمهور العالية وتكاليف الزواج الباهظة لا يقره الدين ولا القيم الانسانية الرفيعة\\ قال ص اكثرهن بركة اقلهن مؤنة\\\ فهل يفهم الاباء والبنات ذلك
      بالنسبة للسرد فشهادتي فيه مجروحة\\ كالعادة ابدعت بلا حدود..............
      السؤال: بعد المحطة الاخيرة الى اين يذهب القطار!! \-+
      الى المتحف طبعا...

      محبتي والتقدير

    8. #8
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      نص فخم يطرح المشكلات المجتمعية بنفس روائي رائع
      أجمل النصوص تلك التي تناولت الواقع بدون رتوش
      في السرد والفكرة شهادتي مشروخة لما أعرفه عن اديبنا
      المكرم الأستاذ مصطفى في طريقة كتابته الشيقة
      مشكلة المجتمع الشرقي الازدواجية والهيمنة الذكورية
      التي تفقد البعد الإنساني للمرأة
      النص اعتبره دراسة وبحث مجتمعي صيغ بإطار روائي ادبي
      ممتع وتلك مهمة الكاتب والأديب الملتزم
      تحياتي مع التقدير

    9. #9
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      يوجد من يدفع الألام ثمنا لأوامر الأباء بعد رحيلهم، ويوجد عكس ذلك...
      راقت لي جدا الصور الشعرية المنثورة عبر النسيج القصصي المحكم. دمت بهذا البهاء أيها الصالح

    10. #10


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها إيمان سالم مشاهدة المشاركة
      جمال الإبداع يتجلى في عدة صور من ضمنها
      وضعه لمرآة الحياة في مواجهتنا , يتسلل إلى أعماقنا فناطلع الأحداث
      و كأننا نعايشها عن قرب ..

      نص رائع أ.مصطفى يثير عدة قضايا اجتماعية بأسلوب شيق
      و صياغة جميلة و شاعرية في أكثر من موضع

      تحياتي و تقديري لك ولقلمك البارع

      أهلا وسهلا بك أديبتنا الرائعة إيمان

      سرني أن النص أعجبك ونال استحسانك

      شكرا للبهاء

      أعطر التحايا
      من يزرع يحصد

      لا تبخل على الزملاء برأيك وفكرك، وهم سيفعلون مثلك!

      أنا كثير السهو والنسيان لذلك ذكرني بالشيء الذي تريد مني رؤيته


    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

     

    sitemap