\\\\\\\\\\\\\\\
كنت في يوم في أحد المصارف، طلبت بطاقة ائتمان، قالت الموظفة الماكرة اصعد إلى الطابق الثاني حيث فلان وانقل له طلبك، قلت باستغباء: ألا يفترض أن تقدموا البطاقة بمجرد فتح الحساب؟
ردت بسماجة: بعد موافقة المدير فلان، والتهت بزبون آخر بعد أن أشارت إلي أن أصعد إلى الأعلى، قلت في نفسي يجب أن أتبع الخيط لأرى إلى أين يؤدي، هل أنا أستجديكم شيئا من مالكم! إنه مالي أيتها الغبية
نظر إلى المدير فلان شذرا، قال ماذا تعمل؟ قلت أعمال حرة، قال البطاقات للذين أعمالهم ودخلهم مضمون، قلت وهل تضمن أنت حياتك ودخلك وأنت في هذا المقام!!
تلجلج قليلا وهو يحاول إيجاد جواب على سؤالي الذي أربكه، ثم استجمع نفسه وقال: معك حق لا شيء مضمون في هذه الحياة، ولكنها التعليمات التي يفرضونها علينا، قلت لا تقل كلاما غير مقتنع به ولا تنسبه لنفسك من البداية قل هذه تعليمات يجب علينا تنفيذها فقط، قال نعم، تركته مطأطئ الرأس وخرجت بعد أن أيقنت أني لن أحصل عليها من عنده، بينما أنا فعليا حصلت عليها من مصرف آخر مجانا ودون سؤال أو جواب
تذكرت هذا وأنا أحادث شابا في الثلاثين من عمره يكلمني أنه ترك التدخين من سنة، باركت له هذا الإنجاز وسألته كيف استطاعه، قال كنت سابقا عندما ينصحني أحد بترك التدخين أسأله لماذا، فيرد لأنه يسبب الأمراض ويؤدي إلى الموت، فاقول له هل تضمن ألا أصاب بالأمراض وألا أموت إن تركت التدخين فيرد لا، فأقول إذن أنت لا تفهم ما تردده، هل تعرف أن تسعون بالمائة من مصابي السرطان هم من غير المدخنين؟ وهل تعلم أن الموت على مرض خير من الموت على صحة؟ هكذا لا يتألم أحد بعدك كثيرا لأنهم سيقولون ارتاح من المرض والحياة....
قلت له
هل تعلم أن طعم الموت في أمر عظيم كطعم الموت في أمر حقير؟
قال لا
قلت نعم!!..