\\\\\\\\\\\

ديـــــــزل

أثناء جلوس أهل الرياض في مضافتهم يتحاورون في المسابقة التشاركية، توقف الحديث والنقاش فجأة مع رنات هواتف، لم نتبين هاتف من الذي أعطى إشارة رسالة، لكن كلهم فتحوا جوالاتهم وبدأوا باستعراض ما وردهم، حتى لو لم يردهم شيء، المهم أنا معي جوال آخر موديل وبيرن منيح...
قصي يتمتم بكلمات لم يفهمها أحد ثم يمسح على وجهه بيده اليمنى بينما اليسرى ما زالت ممسكة بالهاتف، رأيت آخرين يحركون شفاههم كأنهم يقرأون شيئا مهما، كنت أتمنى أن يرن هاتفي الجبان كي أفعل مثلهم ما دامت استراحة جبرية، قلت: يا قصي ماذا تتمتم ولماذا قطعت نقاشنا؟
قال: لا شيء مجرد رسالة عن رمضان، تذكير مفيد.. قلت مستغربا: هل يبدأ رمضان غدا؟ قال لا بعد أربعين وأربعة أيام!! قلت: يا أخي التذكير يكون قبل يوم أو يومين، أما أربعين يوما!! بماذا يذكرونك؟ هل بضرورة تخزين المؤن واللحوم كي لا تحصل مجاعة في رمضان؟؟
ردت منى: أنت هكذا يا مصطفى دايما تعمل من الحبة قبة! شو فيها التذكير يعني، شو فيها لو قلنا اللهم بلغنا رمضان!
هل هذه هي الرسالة التي وصلتك قبل قليل؟
قالت نعم
وأنت يا قصي؟ قال نعم وربنا يقدرنا على الصوم والعبادة
قلت آمين، الله أعلم من يعيش إلى ذلك اليوم، لكن يا جماعة! هذا دعاء قديم وتقليد دون تفكير
أكلني كلهم بعيونهم فأكملت: كأنكم تقولون يا رب لم نعمل شيئا في رمضان الماضي ولا بعده حتى الآن، فأوصلنا إلى رمضان كي نعمل حسنة بمائة ألف ضعف، يا جماعة أنتم بحاجة إلى تجديد الدعاء، هذا دعاء انتهت صلاحيته، هذا دعاء أوقات الرخاء، والأمة الآن في شدة وقهر وعذاب
وماذا تقترح قال أحمد بصوت واثق
قلت يا ناس، الدعاء لازم يكون من قلب ورب، يعني لا يكفي أن تقولوا اللهم بلغنا رمضان، بل يجب أن تقولوا يا رب هلكنا إن لم تبلغنا رمضان، يا رب لا تقبض أحدا منا قبل رمضان، لأننا مقصرون، ونيتنا العمل بشكل أفضل في رمضان، ونريد الاستفادة من العرض الذي تقدمه لنا في رمضان، هل يرضيك يا رب أن يستفيد الكفار من البونس في أعياد أخرى وننحرم نحن في رمضان؟ يا رب هلكنا إن لم تعطنا البونس بالمجان، يا رب الكورونا فتكت بنا، فلا تجعل أعمالنا السابقة تفتك بنا قبل رمضان
قاطعني قصي: يعني قصدك تقول أن أعمال رمضان ستغطي ما سبق؟
قلت لا أنا لم أقل ذلك، أنا أطلب منكم الصدق في الدعاء، ربما يستجيب الله لكم... كم رمضان مر علينا ونحن ندعوا بنفس الدعاء قبل رمضان، وفي رمضان لا نفعل شيئا، نشد الهمة أول يوم وليلة القدر التي لا يعرف توقيتها، ثم نتأسف على ضياع رمضان وندعوا الله أن يبلغنا رمضان، كم رمضان تريدون؟؟
يا أخي أنت من المخذلين قال عبد الله، خلي المركب ماشي ولا تعكر المي، نحن علينا الدعاء فقط، و
قاطعته: وهل أنت ضامن الإجابة؟ مر علينا ألف رمضان ونحن ندعوا، ولكن حالنا يتدهور كل يوم أكثر من سابقه، أحكيلكم قصة:
في أحد الأيام وقفت عند كازية وعبيت ديزل فيها بمبلغ محترم، لكن السيارة اللي كانت ماشية قبل شوي بشوية ديزل بقاع التنك بطلت تمشي لما عبيته، المهم وصلنا السيارة بصعوبة لباب الدار ونمت، في اليوم التالي حضر أحد الجيران واتهمني بسرقة بنزين من سيارته، قلت يا رجل شو بتحكي عيب هالحكي... قال بنزين سيارتي ناقص وسيارتك ريحتها بنزين، قلت انت غلطان انا سيارتي ديزل، قال ما دامت ديزل ليش حطيت فيها بنزين من سيارتي، ولك انت أهبل قلت له، هل أنا مجنون لأضع بنزين في سيارتي وهي تعمل بالديزل؟ قال اسأل نفسك، قلت طيب... رحت شميت سيارتي لقيت ريحتها بنزين فعلا، قلت يا عمي انا عبيت امس من الكازية والحمار تبع الكازية حطلي بنزين بدل الديزل واخذ مني فلوس زيادة، على كل انا بدي أفرغ التنك وخذ البنزينات هدية مني إلك، قال ما بدي بنزيناتك بس لا تمد إيدك ع سيارتي مرة ثانية، ... مخه تركي طرابزوني ناشف كيف بدي أقنعه هذا؟ قلت حاضر آسفين يا عمي خذ فلوس عبي سيارتك، قال ولا بدي فلوسك...
فهمت بعدها أن السيارة إذا ما مشت كويس بشكل صحيح بيكون فيها غلط...
وهذا حال أمتك يا معفرت...

الردود هنا