طرائف الشعراء والأدباء ونوادر القدماء

[قصي المحمود]

حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ،
فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب .
فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ،
وكان أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه
خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ،
فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج ! فقال في الخياط هذا الشعر :
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء
ليتَ عينيه سِوَاء .
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .

[قصي المحمود]

روى ياقوت الحموي فقال بلغني أن رجلا جاء الشافعي برقعة وكتب بها :

سل المفتي المكي مـن آل هاشـم
إذا اشتد وجد بالفتى ماذا يصنع؟

فكتب الشافعي تحته...

يداوي هواه ثم يكتم وجده
ويصبر في كل الأمور ويخضع

فأخذها صاحبها ثم ذهب بها ثم جاءه وقد كتب تحت بيته هذا البيت :

فكيف يداوي والهوى قاتل الفتى
وفي كل يـوم غصة يتجـرع

فكتب الشافعي :

فإن هو لـم يصبـر على ما اصابه
فليس له شيئ سوى الموت انفع

[قصي المحمود]

قال الأصمعي : حضرت البادية فإذا اعرابي زرع بُرّاً (قمحاً) له .
فلما استقام على سوقه ، وجاء سنبله ، أتت عليه الجراد ، فجعل الرجل ينظر اليه ، ولا يدري كيف الحيلة فيه ، فأنشأ يقول
مرّ الجراد على زرعي فقلتُ له
الزم طريقك ولا تولع ب افسادِ
فقام منهم خطيبٌ فوق سنبلةٍ
إنّا على سفرٍ لابد من زادِ