نارُ الحروفِ على القصائد تشهَدُ
...........................وعلى القلوبِ جِمارُها تتوقَّدُ
وَيْحَ المَرايا إذْ تُشيحُ بوجهِها
..........................عن صورَةٍ في وَعْيِنا تتَفصَّدُ
بالصمْتِ تلطمُ أعيُناً بضبابِها
............................وَتكادُ توقِعُ بالخَيال فيَشرُدُ
ما هذه؟!.. صوَرُ المَرايا، ما لَها
.........................قد شُظِّيتْ ومِنَ الشَّظايا تولَدُ؟
عرَبيّةٌ قاني النَّجيعِ حَصيدُها
......................وجنونُ بؤْسٍ في المَدائنِ يُرْصَدُ
شاميَّةٌ يَمنيَّةٌ وَعَثيرُها
.........................شقَّ الفضا وَسَوادُهُ لا يُحمَدُ
ليبيَّةٌ مَهَضَ الجُنوحُ جناحَها
......................وَطَغى على الجوِّ الغمامُ الأسْوَدُ
رَمْضاءُ غزَّةَ بالإباءِ تَمتْرَسَتْ
.......................والقدسُ تشكو والصَّدى يَترَدَّدُ
ما زالَ في رأس العِراق "شقيقَةٌ"
..........................ترْويِ شَقاهُ صُداعُها يَتعَدَّدُ
"أفلامُ زومْبي" تستبدُّ فُصولُها
.......................وفُضولُها فوْقَ الكنانةِ يُرْصَدُ
مأساةُ وَعْيِ لم تزَلْ "داناتُها"
....................تبْري الضُّلوعَ وللجَوارحِ تجْلِدُ
تُجري "دَواحِسُها" دَماً يسقي الثرى
.......................وَعَكوبُها مثل الغَمائمِ يصْعَدُ
كمْ في المَرايا للوُجوهِ مَلامِحاً
....................فيها الوُجوهُ بها الأسى يتَحَشَّدُ
حتّامَ تلمَحُ في انعِكاسِ شُحوبها
...................ريحَ السَّموم وَصرْصَراً يتَوَعَّدُ
ما زلْتُ أقرأُ في القَصيدةِ حسْرةً
....................فألوذُ بالصَّبْر الجميلِ وَأنشدُ