من مجموعة هلاوس سردية
زحل ...!!
بينما كنت أتنزه بين الأشجار ، في غابات روحي ،
غارق أنا مع شرودي المعهود ..!
صك أذني صوت ارتطام شديد بالقرب مني ،
هذا الاصطدام أحدث زوبعة لحيوانات الغابة ،
فانتشرت مذعورة في كل اتجاه ،
ولم أك قد تمالكت شجاعتي أو استعدت توازني بعد ،
حتى رأيت دبابة لها خرطوم طويل تندفع نحوي بسرعة مذهلة
وما كانت إلا فيل يهرب في رعب ، حاولت التملص من مواجهته والبعد عن طريقه ، عبثا ..!
تلوت دعائي الأخير ونطقت الشهادتين على عجل ،
قبل أن تنثني ركبتي من تلقاء نفسيهما ..
ويميل جذعي بشكل مرعب للخلف ، حتى كاد يلتصق بالأرض
لأجد نفسي ورأسي للأعلى أشاهد صدر هذه الدبابة ،
تجاوزني ذلك الفيل الهارب ..
وبحكم فضولي الشديد الذي يصل لدرجة الاستهانة بحياتي
قررت المضي قدما لاستكشاف ما حدث ..
حينما اقتربت من موضع الارتطام ..
فاجأني ضوء ساطع مبهر أخذ بصري
ووعي معه ورأيت نفسي أسير في نفق مظلم
استفقت ، على وجه غريب يحدق في وجهي كأنه سيأكلني بعد قليل ..
جمعت كل ما لدي من شجاعة في عبارة واحدة
قررت أن أقولها له وليحدث ما يحدث بعدها
: من أنت وماذا تريد مني !!؟
أجابني بلغة عربية فصحى :
أنا زائر من كوكب زحل
فلما أوجست منه خيفة ورعبا
وتساءلت عن سبب الزيارة
قال لي : أنت تعشقها يا سهم ..!
فما كان مني إلا أن قلت له بعد أن عرفت أنه لن يتغذى على جسدي :
اذهب اليها وقل لها ذلك ..!!!