آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    النتائج 1 إلى 7 من 7

    الموضوع: عندما غضب البرغي

    1. #1
      شاعر الصورة الرمزية احمد المعطي
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : احمد المعطي غير متواجد حالياً
       التقييم : 57
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      186
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      4

      عندما غضب البرغي

      جلَسَ «البرغيُّ» مع أحد المسامير في مقهى الميناء الكبير يتبادلان الحديث، وكان «البرغي» حزيناً يشكو من تجاهل الآلات الثقيلة وسيارات النقل الضخمة له، وهي تمر غير مهتمة لوجوده، تصدر أصواتا عالية تنُمُّ عن صلَفٍ وغُرور, رغم أنه كبير البراغي في الميناء.
      كانت الحركة في الميناء لا تهدأ , فالسفنُ الضخمةُ تطلقُ أبواقَها, وسيارات النقل العملاقةِ تزفرُ زفيراً هائلاً, وهي تطلقُ دُخانَها الأسود الثقيل, حاملةً حاويات البضائع التي أنزلتها الرافعاتُ من السفن للتو, بينما تمرُّ السيارات الصغيرة بين الحين والآخر، وهي تستعرضُ ألوانَها المعدنية الجميلة، وتتباهى بمزاميرها المتنوعة، حتى العربة الخشبية التي يجرها حصانٌ هرم، كانت تمرُّ به وهي تصدرُ صريراً مزعجاً عدا عن صوت «الحوذيِّ» الخشن الأجَشّ الذي يعلو بين الفترة والاخرى.
      قال البرغي:
      - لماذا تصرُّ هذه الآلات الغبيّةُ على تجاهُلِنا والحطِّ من شأننا؟ مع أنَّنا وأمثالَنا نملكُ أن نضعَها في حجمها الحقيقي!!
      في تلك اللحظة، مرت طائرةٌ عملاقةٌ فوق الميناء، أصَمَّ هديرُها أذن المسمار، فلم يسمع سؤال زميله البرغي...
      الميناء في حركةٍ دَؤوبةٍ لا تهدأ، وكلُّ آلةٍ تمرُّ عليه تتهادى في خُيَلاءَ كأنَّها ملكة المكان، وفجأة، حدث احتكاكٌ شديدٌ بين إحدى سيارات النقل الكبيرة وأخرى صغيرة تاهت بين عجلاتها الضخمة.
      صاح «البرغيُّ» يا ساتر.. يا ساتر.. ثم انطلق نحوهما للمساعدة وتقديم العون، كانت السيارة الصغيرة تبكي من الألم، بينما كان هدير سيّارة النقل يرتفعُ غاضباً مزمجراً.
      اقتربَ «البرغي» من السيّارتين متَطوِّعاً للمساعدة, فما كان من سيارة النقل الكبيرة إلا أن رفَسته بغضبٍ وهي تقول:
      -إذهب عني أيُّها البرغيُّ التّافِهِ!!
      كان إحساس «البرغي» بالمَهانةِ أكبرُ بكثيرٍ من إحساسِه بالألم الذي نجمَ عن الرَّفسة، فابتعدَ بغضبٍ وقال:
      -أيتُها الناقلةُ الحمقاءُ، لولانا نحنُ معشرَ البراغي لما كنتِ ولا كانت لك ولأمثالك أي قيمة!!
      دُهشَ المسمارُ الذي كان يتابع ما يجري فقال للبرغي:
      - ماذا تقول؟ إنّنا لسنا أكثر من أدوات بسيطة صغيرة، مالنا ولهذه الوحوش العملاقة؟!
      كان «البرغي» يرتعش من شدَّةِ الغضَبِ، وزادت من غضَبهِ سَذاجةُ زميلِه «المسمار»، وبما أن البراغي إذا اشتَكى منها «برْغي» تداعتْ له سائرُ البَراغي بالنَّصرِ والُمؤازرةِ، صاح بأعلى صوته: - أيَّتُها البراغي.. النَّجدة!!
      ولم ينتبهِ «المسمارُ» إلى عشرات؛ بل آلاف البَراغي التي تركت أماكنها، واندفعت نحو «البرغي» من الناقلة الكبيرة، وكذلك من السيارات والآلات القريبة التي سمعت النداء استجابةً له ولنصرَته، ولكنَّهُ أرهفَ السمعَ للضَّجيجِ العالي الذي أحدَثَه ارتطامُ القطع والصفائحِ المعدنيةِ التي تساقَطت تِباعاً من الناقلة إلى الأرض، لدرجة أنها أصبحت مجرد قطعٍ متناثرَةٍ من الحديد الخردة.
      في هذه الأثناء كان «البرغي» يتوسَّطُ آلاف البَراغي، وعلى شفَتيه ابتسامةٌ واسعة ٌتنمُّ عن الرِّضى والانتصار، والتفتَ إلى «المسمار» فوَجدَه يقِفُ مذهولاً وسط «البراغي»، فاقترب منه وربّتَ على كتِفِه وقال:
      - هذا هو الرَّدُ على تساؤُلِكَ يا عزيزي، فلا تُقلِّلْ من شأنِكَ، ولا تستَهِنْ بمكانَتِكَ، لأن هذه الناقلة وأمثالها ستبقى هكذا مجرَّدَ قطَعٍ متَناثِرةٍ من الحديدِ، إذا لم تجمَعْها هذه البراغي والمساميرُ الصَّغيرة وتمنَحُها الحياةَ عندما تعود إلى أماكنها.
      ثمَّ طلبَ من زملائه «البراغي» العودة إلى كلٌّ إلى موقعِهِ في الناقلةِ الكبيرةِ التي خفَتَ هَديرُها بعدئذَ من شدَّة الخجل.

    2. #2
      كاتبة الصورة الرمزية تهاني أبو سعدة
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : تهاني أبو سعدة غير متواجد حالياً
       التقييم : 59
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,450
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      ********

      مدهش جدا شاعرنا القدير احمد المعطي
      قصة تحمل قيمتين: الاولى ان يعرف الانسان قدر نفسه والثانية العمل الجماعي اقوى من العمل الفردي
      بانتظار المزيد من هذه الروائع
      ودي والتقدير

    3. #3


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10
      \\\\\\\\\\\\

      نص بهي مفيد شهي

      لغة أنيقة وفكرة نبيلة سامية

      سعيد بهذا الجمال

      دام العطاء شاعرنا القدير

      كل الود معطرا بالورد
      من يزرع يحصد

      لا تبخل على الزملاء برأيك وفكرك، وهم سيفعلون مثلك!

      أنا كثير السهو والنسيان لذلك ذكرني بالشيء الذي تريد مني رؤيته


    4. #4
      نشيط الصورة الرمزية أحمد علي
      تاريخ التسجيل
      Oct 2020
       الحالة : أحمد علي غير متواجد حالياً
       التقييم : 40
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,241
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      خيال واسع ورائع
      وتوظيف ممتاز على لسان البراغي والمسامير
      من أديب وشاعر قدير
      شكرا لك

    5. #5
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى غير متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      كل له دوره في عجلة الحياة.. أدب يحتاج إلى مهارة إضافية؛ وهنا أجدك تمتلكه بحرفنة، وأسلوب جاذب ورائق. تسلم أستاذ/ أحمد

    6. #6
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      نص برمزية عالية الجودة، رمزيته موعضية..وهي تعني الجزء من يجعل الكل يكتمل
      والرمزية..هنا سياسية بامتياز..فالشعوب هي التي تصنع النخب السياسية..ومتى ما تمردت الشعوب
      لأهمالها من النخب وتعسفها عليها..تستطيع أن تجعلها (خردة)...
      مثل هذه النصوص تنم عن خيال واسع وقدرة على التوظيف
      تحياتي أخي الأديب الراقي متمنيا طيب الأقامة ومشاركتنا الفاعلة لنستفيد من طاقتك الأدبية الرائعة

    7. #7
      مدير الدعم الفني
      نائب المدير العام
      أديبة
      الصورة الرمزية منى كمال
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : منى كمال متواجد حالياً
      الإقامة
      القاهرة
       البلد : مصر
        العمل : كاتبة
       هواياتي : القراءة والتصميم والكتابة
       التقييم : 494
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,413
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      10
      الأستاذ أحمد عبد المعطي قرأت وأنا ألهث في كل سطر لاأعرف ما يجرى في السطر الذي يليه قصة مدهشة تحمل معاني وقيم نبيلة صيغت بالغة جميلة جذابة متماسكة لتعبر عن المعنى على لسان البرغي والمسمار

      حقيقة سعدت جدا بالقرأءة وكوني هنا بين سطور قصتك الشاعرية الجميلة

      دمت مبدعا

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

    sitemap