بينبي كانت تجلس مع أسرتها صبيحة عيد الفصح يتناولون الارز بحليب وهي حلوة اعتاد على تناولها من يحتفلون بعيد الفصح دلالة على النقاء الذي يضفيه اللون الابيض ولأنهم يمتنعون عن البياض فترة الصوم
ما إن تناولت اول ملعقة والثانية حتى اخذت تقح قحات متتالية احمرت وجنتاها ودمعت عيناها اسرع ابنها لمي
ساعدتها
وابنتاها ركضتا لاحضار الماء نادى زوجها بصوت متفطع جان يت جا ني ت الم اقل لك اذهبي لاجراء فحص الكورونا وانت تهلمين انني مصاب وحجرت نفسي متاخرا ضحكت وقالت له مرت من امامي ارتعبت وتغلغلت بك انا تجاوزتني
قال الابن لا ضير من عمل الفحص
-لا لا هي مجرد قحة وتنتهي
-قال الزوج بصوت حازم خذ امك وليتم فحصها
كفى استبداد غريب كل يوم تصل رسالة على الجوال توفي فلان بسبب وباء كورونا توفيت فلانة
-انت تعلم يا زوجي العزيز اني اعاني ومنذ سنوات من نفاط بيضاء على الرئتين تسببان لي احيانا بعض الحرارة والسعال
-
الابنة نعم لكن لا ضير
عند. منتصف الليل ساءت حالة الاب وتم نقله الى قسم الطوارىء
معاناة مع الفيروس لم تنتهي بانتهاء حياته
الغريب كان القدر اراد ان يفرقهما بالموت كما جمعهما
لم ينتهي اليوم على رحيل الزوج جتى رحلت الزوجة على فراش الموت طلبت من ابنتها الهاتف لتخابر زوجها ارتبكت جدا واحتارت قالت لها ماما
دخل الابن وعيناه تملؤها الدموع قالت الام
الفيروس اللعين اصابني
رد الابن لا تقلقي ستتعافين اعادت طلب الهاتف من ابنتها لم
تكن لها القدرة على الكلام تمتمت بعض الكلمات
ما فهم منها اعذرني فعلا انا مستبدة لم تفلح محاولات الانقاذ
الهاتف في يدها وتعجز عن فتحه سقط الهاتف ارضا
قبل ان يغادر الطبيب قال كلمتين مشيئة القدر لم يمض على رحيل الزوج اكثر من يومين والزوجة تنتظر مكالمته
رحلت في لحظة الوداع قالت لابنها انتبه لأبيك