عادة ما تتقارب اوقات الأعياد عند المسيحين والأسلام، فيتبادل الناس الزيارات والتهنئة،
نهار عيد الفصح والطقس ربيعي الهواء منعش يسمح للناس في الجلوس على الشرفات او التجمع في الساحات.خرجنا من قداس العيد وتوجهنا انا وامي واخي الاصغر رحمه الله والاكبر مني لبيت خالي وتهنئتهم.
كالعادة وما يتمتع به اهل القرى من عفوية في الكلام وكرم في الضيافة استقبلنا خالي وعائلته بالترحيب
. اشارت امراءة خالي
-تفضلو الى الصالة
-امي لا لا هنا دعينا نجلس على المصطبة
دخلت مع ابنة خالي لتحضير ضيافة العييد
وبينما نحن منقسمين الاولاد في اخبارهم ، وامي وخالي يتكلمون بعدة. مواضيع مرة يختفي صوتهما ومرة يكاد يصل للسماء
سمعنا صوت محرك سيارة توقفت امام الباب،
ترجل منها اربع رجال بدو يلبسون عباءات سوداء مطرزة وقفتهم وتدل انهم من الشيوخ. نادى احدهم ابو امين ابو امين
اطل خالي ببشاشة وجه وابتسامة سبقت كلامه،
ط(هلا هلا ورحب هلا وغلا دخل المشايخ وبعد الترحيب وتبادل المعايدة . انتقل الرجال للصالة . قال احدهم (خوي ابو امين والله ما هي من كيمتكم لشن تدري معزتتش شنقدم كليل هذي هدية صغيرة مين من النجعان يجيبها من السيارة ؟
ووأشار الى أخي وابن خالي .
الهدايا عبارة عن خروفين ووعاء من السمن البلدي وعلبة كبيرة فيها قطع جبن وعلبة خشب فيها بقلاوة .
اطال الشكر خالي وامراءة خالي التي عادت لا تحب الضيوف . وتحب هداياهم كادت تزغرد
- اها بدأ العد العكسي
طلب خالي الاسراع في تجهيز الطعام للضيوف زوجة خالي اصبح وجهها الف لون ارتبكت وقالت له
لا زال الوقت مبكر لوقت الغداءل
لكن خالي اصر على الامر
-هيا ولتساعدك بناتك واختي كل شيء موجود وان احتجتن اطلبن
-ما بك يا رجل لا زالت الوقت مبكرا اسالهم ستبقون على الغداء
- الم تسمعي هيا
تذمرت وتتممت كلمات غير مفهومة ، ودخلت المطبخ
عاد خالي الى ضيوفه مهللا من جديد دخلت ابنة خالي الصغرى بعد عودتها من عند صديقة وفي يدها صدر حلوى
نهرها خالي
-دعي من يدك وادخلي المطبخ ساعدي في تحضير الطعام
احد المشايخ تبسم وقال لها عيد مبارك
ردت المعايدة
وقال ( كربي يمي ويا الحلو وانت الاحلى اكسم بربي وعيونش الكحلا اكسم بربي لنوكل حلو العيد من دياتتش يا مزيونة.
التفت الى خالي
- خوي حنا مو جاين نجربكم كفو ابو امين انت ورد نوكل الحلو ونتوكل
- لا لا ما يصير
- نرد نعود للديرة كبل ما غيب الشمس عيالنا تخا
هناك مثل شعبي( ضرب يوجع واكل يشبع
وضع خالي امامهم صدر الحلوى ودعاهم للتناول ما طاب لهم من اصناف الحلوى واصر على واحدة صنع البيت
-تذوقوها لذيدة جدا حلوى شعبية من التراث تتناقلها الاجيال
بعد قليل قال خالي بصوت فيه من الحسرة والله كنت اتمنى تبقون لتناول الغداء
-باتشر او عقب باتشر نجيكم حنا وعيالنا وندوان وياكم وتكعد عاسفركم
في الخارج امراءة خالي امتعضت وقالت لامي ماذا ؟؟
اووف
مرت ايام وعاد المشايخ مع عائلتهم واولم لهم خالي وامراءة خالي مرة ترحب غصب ومرة تبتسم مجاملة مضى يومها التعيس.
ا
ايام واطل عيد فطر السعيد وكالعادة تتم التهنئة وتبادل الزيارات ويذهب خالي مهنئا كما اعتاد
صبيحة اليوم التالي للعيد دخلت امراءة خالي الى منزلنا وبصوت عال هيا هيا سنقول لخالكم ياخذنا لمعايدة المشايخانا
-امي وردة منذ متى تعايدين لم تأت نساءهم لمعايدتنا
ان دعوو اخي لمائدته نذهب
- اريد..الذهاب ونظرت الينا بسرعة البسوا سبقكم اولاد خالكم
هيا سنذهب للنتقم منهم ناكل حلواهم ونتاول طعامهم كدت اموت وهم يلتهموت الطعام
صوت من الخلف اصمتي
لم تعره اهتمام
-،الى السيارة وامي تبتسم شفقة وتدعو لها بالصبر
مرة اخرى صوت يسأل ما الامر
رد.اخي امراءة خالي تدعونا لننتقم من المشايخ ناكل حلوياتهم وطعامهم ونمضي ما طاب لنا من الوقت
قهقه خالي ضحكته حتى ملأت الارجاء
ثم بصق على كف يده
- من يود الذهاب انزوينا كطائر مبلل في الماء
وردة
هذا المساء يصل ضيف عزيز علينا القيام بواجب الضيافة
نظرت لامي وقالت في صوت خافت
هل يظن نفسه حاتم طيء
.
.