خيط رفيع ..
قص علي صديقي :

كنت منشغلا بحديثي مع عميل ، وأرد على رسائل الواتساب من عملاء آخرين حينما
اقتربت طفلة زرقاء العينين يناهز عمرها السادسة في بطء من باب السيارة نظرت إلي باستعطاف وانكسار كبيرين ، اختلست نظرة خاطفة إليها لأرى ما خطبها ،
قالت لي: عندي مياه شرب هل تشتري مني قارورة ؟
دسست يدي في جيبي لأبحث عن عملات معدنية أعطيها إياها بدون شراء ..
للاسف لم يكن معي صرف ..
: معلش ما عندي صرف !
: إذن خذ خمسة قوارير وأعطني خمسة ريالات فقط.. قالت في حماس ،اصرار ورجاء ..
كان العميل ينتظر إنهاء محادثته معي
ورسائل الجوال تتواتر ..
(ما عنديش فكة يا بنتي والله..! )..
نظرت لي في حزن شديد وانصرفت تجر أذيال خيبة الأمل لتتكلم مع طفل آخر من عمرها تعرض عليه نفس العرض ثم
تتجه صوب سيدتين كبيرتين ينتظرانها على رأس الشارع ..!
تابعت ذلك بطرف عيني أثناء حديثي مع العميل
اكملت معاملتي معه وانصرفت ..
لم أكد ألقي جسدي على أقرب أريكة
حتى تذكرت وجهها الطفولي الجميل البريء
لماذا لم أهتم بها بالقدر الكافي !؟
لماذا لم أعطها أي نقود ؟
لقد رأيت طفولتها تغتال عندما ترأى أمامي مشهد
محاولاتها اليائسة للبيع لابن العميل الذي كنت أتحدث معه ..!

قد تكون في أمس الحاجة هي وعائلتها وأنا أهملت ذلك بغبائي ..وانشغالي عنها ..
لم أستطع كبح عبراتي وتركتها تسيل كما تشاء ..
سأذهب غدا لنفس المكان لعلي ألقاها فأمسح
خطأي ، تقصيري ،وأمحو حزنها بما تيسر
من حنان ومال ..