أقفُ الآنَ على الأشهاد
أقرأ القصةَ بالمقلوبِ المُعاد
وأنادي: يا عباد
منذُ بدءِ "البَذرِ" قُمْنا بالحَصاد
وَدَخلنا في غيابات المَزاد
منذُ غبنا
في الدَّهاليز وقفنا
"ننتظرْ"....
عودةَ "غودو"
وَمَللنا الانتظارْ
ماتَ غودو؟!
تاهَ غودو؟!
صلبوهُ؟
قتلوهُ ؟
نحنُ لا ندري، وَعشنا وهْمَنا تحت الحصار
لم نكُ ندري أنَّنا في
زحمَةِ السلبِ ضَحايا خدعَة "الأنصار"
لم نكُ نعلمْ؟
نحن ما زلنا أسارى نُعاني
بسمَة المغلوبِ
ما زلنا نُعاني شحّة الإمطار
وشحيح الماء يُحيينا به الصّبّارْ
ونعادي "وحدنا" قوَّة التيّار
منذُ بدءِ "البَذْرِ" كنا الواهِمين الحالِمينَ اللاجئين النازحين الغرَباء
وحصادُ الحقلِ ترنيمةُ مَوّالٍ حزينٍ
ليداري دمعة الثوّار
منذُ بدء الأمر كنا في المَزاد
برغيفٍ
ورَصيفٍ
باعنا الآخرون المشفقون العابدون الشامتون..
الطُّلَقاءُ الوجهاءُ الأوصياء الأدعياء الأشقياء
كلُّ من عاشَ على حَرْفٍ
أو شَفا جُرْفٍ
أيَّ وصفٍ
لستُ أدري كلُّ وصفٍ قد يليق
باعَنا كل الأوْفياء السُّفَهاء
واستعادوا دورَة الإبريقْ*
ها هو الحقلُ قدْ أينعَ والخبزُ بطعم المُرِّ
مَجَّهُ "الطابونُ" لمّا
لم تُسغْهُ النّارْ
* حكاية ابريق الزيت