\\\\\\\++++++++/////////
معادلة السعادة
السعادة مطمح إنساني قديم، كان الإنسان قد علم أن السعادة لحظات وذكرياتها ومضات، فأراد أن يستكثر منها فلم يجد أفضل من طول العمر، لكنه وجد أن العمر مهما طال نهايته الموت، فاعتقد أن الموت حياة أخرى، وربما هو خلود أو يعقبه الخلود...
لذلك قرر أن يجعل من الموت مرحلة أخرى في حياته، فقام بالتحنيط كي يمنع تآكل الجسد، ثم جعل الأجساد في مقابر حصينة كي لا يدخل إليها الهوام والحيوان واللصوص، حيث جعلوا فيها أيضا أواني وذهبا وفضة، وربما أشياء أخرى تعينه في حياته الأخرى.
لكن الحقيقة المفجعة أن كل تعبهم ذهب أدراج الرياح، فلم يحصلوا على خلود ولا سعادة، وها هي جثث عمرها آلاف السنين لا تنطق ولا تتحرك وليس فيها ذرة حياة عدا عن السعادة المنشودة...
وما زال الناس في هذه الأيام يقعون في نفس الأخطاء بحثا عن السعادة، فيشترون البيوت والمساكن الفاخرة، يجعلون قسما كبيرا من أموالهم من أجل ملذاتهم، وتطلعاتهم، ومراكزهم، وشهرتهم....
فهل وجدوا أو هل وجد أحدهم السعادة؟
لو وجدوها لتوقفوا عن البحث، لكن الشره يزيد كل يوم فيزداد الجشع ويعم الظلم كافة الأرجاء...
قد نجد فقراء سعداء ولا نجد غنيا واحدا سعيدا وإن تظاهر بذلك أو خُيل إلينا ذلك...
لم يقل حكيم واحد أن السعادة في جمع المال وإشباع الشهوات وطول العمر، لكن الناس لا تصغي إليهم، فشياطين الإنس والجن يوحون إلى بعضهم زخرف القول غرورا...
النفس طماعة علمها القناعة... هكذا قال أحد الحكماء
وبرأيي أن السعادة كلها في القناعة والرضا...
فما رأيكم؟