////////////++++++\\\\\\\\\ممشوق القوام طويل بلا إفراط، متين بلا عضلات، يمشي مجتمعا دون بعثرة، لا يلتفت خلفه ولا يدور حول نفسه، أنيق كأنه عارض أزياء، إذا سار شعرت أن الدنيا تسير معه، وإذا وقف تعطلت الساعات وتجمد كل شيء في مكانه، فشلت كل محاولاتي في الالتقاء به وجها لوجه، كنت اريد أن اعرف تأثيري عليه أو تأثيره الحقيقي علي، كنت أود رؤية عينيه هل تثبت أم تزوغ يمنة ويسرة، أسرعت على أدراج المبنى حين لمحته يركب المصعد للنزول، كنت أريد لقاء عفويا غير مفتعل كي لا تفسد المواجهة، أخذت أقفز على الدرجات مثنى وثلاث حتى وصلت باب المبنى لحظة خروجه من المصعد، رأيته وجها لوجه، رأيت عينيه ثابتة بلا تفحص، تجمدت في مكاني وهو يقترب مني، وارتفع ضغط الدم، صار النبض يدق طبول الخطر وهو يمد يده، بلعت ريقي عدة مرات كي تخرج كلمة واحدة، لكنها كلها اختفت....
هيا أكملي بسرعة قالت لها زميلتها في العمل وصديقتها بفضول بالغ، فقد كانت تعلم أن زمردة لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، وأن تعجب بشخص بهذه الطريقة فتلك إحدى المعجزات
بعد ان بلعت ريقها استمرت بالحديث: قال صباح الخير كأنه يرسل كلماته لتحضنني وتحيط بي، وأنا كهيكل يحاول التحرك ليفسح له العبور، نظرت إلى الباب لأفتحه وأنا أرد له التحية بصوت متهدج وقد غمرني الخجل والسرور، قلت صباح الخير ومددت يدي إلى الباب لأفتحه فوجدته قد فتحه وهو يقول تفضلي، قلت شكرا... شكرا وأنا أخرج من الباب بسرعة وأنزل درجات المبنى الخارجية الخمس ببطء شديد، شعرت به يقف على الباب ويراقبني من الخلف، فاحمر وجهي من شدة طبل القلب، ....
ثم ماذا حصل؟ هيا أكملي بسرعة... أشعر أن هذا الحدث لن يمر مرور الكرام من حياتك، وقد يقلبها رأسا على عقب...
انتظري قليلا أستعيد نفسي وأنفاسي، كانت هناك قطة على جانب الدرج عند نهايته ترمقني بغضب، ظننتها ستأكلني، أو تهجم علي، تنحيت على الجانب الاخر حتى لا أتعرض لسوء، وفجأة صرخ الشاب بحنان: زمردة!!
يا إلهي! ويعرف اسمي أيضا! يا له من وسيم ذكي قلت في نفسي، وبدأت أرتجف وأتصبب عرقا في مكاني، أصابتني الحيرة بارتباك شديد، وضعت أصابعي في فمي وبدأت أعضها الواحدة تلو الأخرى... هل أرد عليه أم أتجاهله وأمضي!!... وقعت في دوامة كادت أن توقعني عن الدرجة الأخيرة، تحركت القطة بخفة وقفزت برشاقة إلى حضنه وأنا أنظر إليها ببلاهة شديدة...
لماذا تصمتين عند اللحظات الحرجة قالت صديقتها، هيا أكملي! ماذا حدث بعد ذلك؟
لم يحدث أي شيء، حضن القطة ونزل الدرجات بهدوء، ومضى... كم تمنيت أن أكون أنا... تلك القطة...
ثم.. ثم... ثم، ثم ماذا؟
ثم نظر....
واااااااااااو ... هيا لنحتفل...