آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    النتائج 1 إلى 6 من 6

    الموضوع: ،، أنا و ( صرخة/ د. عايده بدر) ،،

    1. #1
      شجرة الدر الصورة الرمزية أحلام المصري
      تاريخ التسجيل
      Dec 2021
       الحالة : أحلام المصري غير متواجد حالياً
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      2,418
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6

      ،، أنا و ( صرخة/ د. عايده بدر) ،،

      ،، أنا و ( صرخة/ د. عايده بدر) ،،

      الصرخة... ق.ق / عايده بدر


      تتلفت حولها في ذعر، أصوات لهاثها تكاد تشق السماء وقد تخبر أهلها أن هناك من يختبئ بين تلك الأشجار، وضعت يديها فوق فمها لتسكت أنفاسها لكن يداً أخرى كانت أسبق منها
      انتفضت في صرخة مكتومة أغلقت حلقها، واستدارت لترى من عساه يكون بعد أن لمحت إشارة من يده الأخرى أن تصمت، عيناه تظهران من خلف قناع أحكمه بشدة حول رأسه، لكن الظلام لا يدع لها فرصة رؤيتهما جيداً، أشار لها لتمضي معه واقتادتها خطواتها المتعثرة إلى طريق لا تعرف إلى أين سيودي بها، تحدث نفسها في خوف: الخطوة الآن بلا تراجع، ، الجميع الآن خلفها يبحثون عنها، وهذا الغريب أمامها يقتادها إلى مصير أشد ظلاما مما حولها
      يسيرا بهدوء وحذر، ومع كل خطوة تدرك أنها بقدر ما تبتعد مسافات عنهم فإنها تقترب بنفس القياس من هذا الغريب، يمسك ذراعها بيده وبطنها الصغير المتكور أمامها يجعل خطواتها البطيئة ذات حمل وثقل عليها وضيق لمن تتبعه ، يده الأخرى تزيح عن عتمة الطريق أغصان أشجار متشابكة، خشنة الملامح يابسة الثمار كأنها لا ترضخ لمن يريد قطافها
      تسمع زمجرة صوته فترتعد، يحثها على المضي فالطريق ما يزال طويلا، لكن صوتاً يأتيها من ذاكرتها، يتملكها ويقتنص أذنيها بصورة متكررة، يغطي على كل صوت سواه: تعالي تعالي إلى أين تذهبين ؟ تحاول الهرب، الصراخ، الاستنجاد بأحد، لكن يده تحيطها ، تخرس صوتها وتشل حركة ما تبقى من جسدها…تصرخ ، فينتبه الغريب وينظر لها شزراً ، كأنه يقول اصمتي فهذه الصرخة ستكلفنا الكثير ، تنظر إليه بذعر تود لو تخبره أنها لم تكن تصرخ له هو، بل كانت تصرخ ضد الصوت الذي يملأ ذاكرتها، وضد اليد التي قيدتها وقتها في حركات متتالية لتصبح فريسة لا تملك غير الصراخ، يقولون أن للجدران آذان فما بال جدران المكان الذي احتواها حينها لم تملك أذنين على غير العادة، بل صمْت أذنيها فلم تسمع صرخاتها المتتالية ولم ترى مجرى الأحمر بين ساقيها.
      حاولت المضي معه أسرع وعقلها يفكر إلى أين ستذهب مع من لا تعرفه، يجيبها عقلها وهل عرفتِ من ألبسك ثوب العار هذا، وأطفأ أمل أبويكِ فيكِ، العار هي الكلمة الوحيدة التي لم تعد تسمع سواها منذ ذلك الوقت، وما عادت تملك أمام نظرات التساؤل المتدافعة من عيني أبويها غير وجه صامت شاحب وحزين، لا تملك معه إجابة شافية.
      انطلقت الآن حين وجدت فرصة في خلو البيت حولها، أو هكذا هي ظنت، لم تكن تعلم أن هناك من سيتبعها من أهل البلدة لغسل شواهد العار ومحوه ، تملكتها ضحكة غابت عن وجهها كثيراً ، ضحكة ساخرة وهي تتذكر من هؤلاء الذين خرجوا خلفها مطالبين بالشرف ؟ هؤلاء من كان يراودونها جيئة وذهابا ؟و يد كل منهم كانت تحاول أن تمتد بالسوء نحوها، لولا أنها كانت تردعهم حينا و ينقذها القدر حينا آخر، تتذكرهم أيكون هذ الماجن العاطل عن العمل من يغوي من حوله من النساء باحثا عن الشرف؟ أو ذلك اللص الذي لا يجد غضاضة أن يسرق جيرانه ليلاً ويجالسهم صباحاً باحثاً هو الآخر عن الشرف؟ أو ذلك الذي يغش في ميزان بضائعه وينخرط بحديث السوء عن بيوت البلدة فيوقع بين هذا وذلك؟ أو أو أيكونوا هؤلاء جميعهم أصبحوا الان باحثين عن الشرف
      صمتت ضحكتها بعد أن غيرت الدموع مجراها.. لتهبط عند زاوية فمها فبدأت تمسح ما تبقى في عينيها وعلى وجهها.. وانطلق صوتها أخيرا في محاولة يائسة أن تفك ذراعها من يده المطبقة عليها .. من أنتَ ؟ وإلى أين تأخذني ؟ دعني لن استمر أكثر وأنا لا أعرفك ؟ ماذا تريد مني؟ ألا ترأف لحالي هذا، بدأت الكلمات تقع من فمها وهو لا يتوقف، ويستمر في المضي، مطبقاً يده بعنف فوق يديها حتى وصلا إلى مكان أبعد بين الأحراش المهجورة، هو يعلم أنهما الآن أصبحا بمأمن عن أن يصل إليهما أحداً ممن يتبعهما، تلهث أنفاسها فتتوقف عن المضي أكثر ، تحاول أن تصرخ فيه كفى... ابتعد عني.
      يستدير نحوها، يقترب منها، يزيح القناع عن وجهه قليلاً، يجذبها نحوه بعنف فتتسع عيناها، وتتحشرج الكلمات في فمها.. بينما يردد المكان صدى ضحكاته الهستيرية في نشوة: اصرخي....اصرخي أكثر طالما أشجاني صوت صراخك هذا وزاد من متعتي…تصمت للأبد حين تدرك صوته ووحشية عينيه
      عايده بدر

    2. #2
      شجرة الدر الصورة الرمزية أحلام المصري
      تاريخ التسجيل
      Dec 2021
       الحالة : أحلام المصري غير متواجد حالياً
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      2,418
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      نص مؤلم بقدر واقعيته..
      أسلوب السرد متميز، اعتمد على الحدث المتصاعد في رتمه، ما يجعل القراءة تلهث خلفه لا مللا ولا كلل
      الحدث / الفكرة الرئيسية..
      حادث اغتصاب تتعرض له فتاة في قريةٍ ما، لم تجد من ينصفها.. تحاسب على ما كانت فيه ضحية!
      وهنا أرى غرض النص الأساسي هو (النقد) حيث ينهي القارئ جولته مع النص وهو يلعن هذا المجتمع الذي لا يجيد وزن أموره وأخلاقياته المقلوبة هي التي تحكم وتتحكم..
      نجحت الكاتبة في تصوير (الأخلاقيات المقلوبة) في السطور التي سبقت الخاتمة، والفتاة تستنكر في نفسها وتسخر من هذا المجتمع الذي تركها فريسة في كل الأحوال..
      فريسة للاغتصاب أولا،
      ثم فريسة للوم والتأثيم، والاتهام بالعار..
      ثم فريسة لمطارداتهم رغبة منهم لمحو عارهم، وأخيرا.. فريسة مرة أخرى لذاك الجاني الآثم ليتخلص منها فرارا بفعلته وجرمه خوفا من البوح باسمه..
      أي مجتمع هذا!

      استطاعت الكاتبة بقدرة أن تصور الحالة السيئة التي كان عليها مجتمع الفتاة، لكني أتساءل:
      (أليس فيهم رجل رشيد)!
      ألم يقف أحدهم ليسأل نفسه:
      أي ذنب جنت هذه الفتاة!
      حتى أهلها انقلبوا عليها..
      هذا مناخ قاتم، أتفهم ما أرادته الناصة حين ركزت عليه وبشدة، وهو إظهار هذا الجانب لننتبه إليه وليقف كل قارئ قليلا ليسأل نفسه ذات السؤال (ما ذنبها وهي الضحية والمجني عليها)!

      وهو من أغراض الأدب حتى مع المبالغة والتي بررها الغرض.

      اللغة سلسة، تتنامى مع تصاعد الحدث، الخلط بين الحدثين الرئيسين (الاغتصاب والقتل) وما بينهما من أحداث صغيرة، ما جعل الحكاية جميلة رغم الوجع.

      استوقفتني صورة جميلة في
      (يده الأخرى تزيح عن عتمة الطريق أغصان أشجار متشابكة، خشنة الملامح يابسة الثمار كأنها لا ترضخ لمن يريد قطافها)
      هذه الصورة جعلتني أتوقف قليلا:
      هل تؤازر الصورة هنا مقاومة الفتاة للاستمرار في السير مع هذا الجاني!
      أم أنها تسقط عليها اللوم لأنها _ربما_ لم تقاوم بما يكفي عند حادث الاغتصاب، فالصرخة وحدها ليست مقاومة!
      مجرد وقفة، لا تعني إلا أن جمال الصورة جعلني أفتح مجال رؤية آخر في أفق قراءتي، ليس أكثر.

      العنوان،
      (الصرخة) يحمل في رأيي معنيين..
      الأول..
      هو صرخة لنا جميعا تنبهنا إزاء ما يحدث في أماكن كثيرة قد تختلف بيئتها لكن لا تختلف فيها النفس البشرية الآثمة..
      صرخة في وجه مجتمع تقيده تقاليد بالية، يئد الحقيقة ولا يتحراها، كي يرضي غروره الآثم..

      والثاني..
      صرخة الفتاة ليست سوى يأس، فالصرخة لا أراها مقاومة.. لكن ما عساها تفعل هذه الفتاة واليأس يملؤها تجاه مجتمع عرفته وعرفت كيف من السهل عليه أن يشيطنها ويعاقبها ومن الصعب عليه بل من المستحيل أن يكشف عورات أفكاره ومعتقداته، فيعري الجناة وينصف الضحايا!
      ،
      وأخيرا،
      أعتقد أن (الصرخة) كانت نوعا من الوجع النفسي من صديقتي عايده تجاه الحادثة الأليمة التي تعرضت لها إحدى الفتيات في إحدى المدن في الفترة الأخيرة
      وهنا يتجلى هدف الأدب النبيل

      ،
      ،
      شكرا لك عايده
      أجدت تصوير الوجع

      محبتي الكبيرة

    3. #3
      مدير الدعم الفني
      نائب المدير العام
      أديبة
      الصورة الرمزية منى كمال
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : منى كمال غير متواجد حالياً
      الإقامة
      القاهرة
       البلد : مصر
        العمل : كاتبة
       هواياتي : القراءة والتصميم والكتابة
       التقييم : 494
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,413
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      10
      قصة موجعة ينفطر لها القلب في قالب يجعل القارئ فعلا في حالة لهاث ليلحق بالأحداث ثم لا يلبث أن يقطع أنفساه عندما يدرك مصير تلك المسكينة
      هي ضحية في كل الأحوال ..

      الكاتبة أستاذة عايدة بدر غنية عن التعريف جميلة بحروفها وفكرها الراقي وزاد النص ألقاً هذا النقد الثري للأستاذة أحلام

      شكرا لك حبيبتي هذا النص الممتع رغم الألم والنقد الراقي
      مودتي

    4. #4
      مدير الدعم الفني
      نائب المدير العام
      أديبة
      الصورة الرمزية منى كمال
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : منى كمال غير متواجد حالياً
      الإقامة
      القاهرة
       البلد : مصر
        العمل : كاتبة
       هواياتي : القراءة والتصميم والكتابة
       التقييم : 494
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,413
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      10
      تم التثبيت ليحتل الصدارة عن استحقاق

    5. #5
      شجرة الدر الصورة الرمزية أحلام المصري
      تاريخ التسجيل
      Dec 2021
       الحالة : أحلام المصري غير متواجد حالياً
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      2,418
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها منى كمال مشاهدة المشاركة
      قصة موجعة ينفطر لها القلب في قالب يجعل القارئ فعلا في حالة لهاث ليلحق بالأحداث ثم لا يلبث أن يقطع أنفساه عندما يدرك مصير تلك المسكينة
      هي ضحية في كل الأحوال ..

      الكاتبة أستاذة عايدة بدر غنية عن التعريف جميلة بحروفها وفكرها الراقي وزاد النص ألقاً هذا النقد الثري للأستاذة أحلام

      شكرا لك حبيبتي هذا النص الممتع رغم الألم والنقد الراقي
      مودتي

      القديرة منى على هذا الحضور المحلق

      دامت إطلالتك المشرقة
      وشكرا لك على التقييم

      محبتي وامتناني

    6. #6
      شجرة الدر الصورة الرمزية أحلام المصري
      تاريخ التسجيل
      Dec 2021
       الحالة : أحلام المصري غير متواجد حالياً
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      2,418
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها منى كمال مشاهدة المشاركة
      تم التثبيت ليحتل الصدارة عن استحقاق

      سلمت روحك غاليتي

      ولك كل الامتنان

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

    sitemap