(حديدٌ عتيقْ
حديدٌ عتيقْ
رصاص فحتى كأن الهواءْ
رصاصْ
وحتى كأنَّ الطريقْ
رصاص
لمن كلُّ هذا الرصاص؟
لأطفال كورية البائسين
وأبناء بغدادَ والآخرين)
-بدر شاكر السياب\\ من قصيدة الأسلحة والأطفال -
••••
وهذا الجنونُ... وهذا الطريقْ
إلى أيِّ منفىً يقود؟
وهذا الحريق...
يمورُ بقلب الغَيورِ
ويثلجُ صدرَ حَقودٍ غريرْ
فكيف الخلاص؟
ومن ذا يفيقُ
وهذا الدخيلُ بفَئِ النَّخيل
يبيعُ السرابَ
لأبناء بغدادَ والآخرين؟!
••••
حديدٌ جديدٌ.. يَشقُّ السماءْ
وينفُثُ (حُبّا) على الكبرياءْ
فتبكي (هناءُ) وتهوي (رجاءْ)
وُريْقةُ وَرْدٍ طواها الحريقْ
وتُصبحَُ (ليلى) غداةَ نهارٍ
كسعفةِِ نخْلٍ رَماها الهواءْ
و(مجْدُ) الصغيرُ ينادى أباهْ
يتوهُ النِّداءُ وتذوي خُطاهُ
يلوذُ صداهُ بوادٍ سحيقْ
حديدٌ جديد.. رحيمٌ ودودْ
يَدُكُّ البراءةَ (بالمنْجَنيق)
••••
دِماءٌ دَمارٌ... دَمارٌ دماءْ
حديدٌ جديد.. يشقُّ السَّماءَ
يَمدُّ الترابَ بدمٍّ جديدْ
ليمشي الغرابُ كمَشْيِ الحمامِ
ويُمْسي الحمارُ فصيحَ الكلامْ
ويغدو النّهيقُ
نشيدَ الصباحِ الرَّهيفِ الرَّقيقْ
حديدٌ عتيق
يسدُّ الطريقَ فأين الطريق؟
••••
- لمنْ كلُّ هذا الرصاص؟
- لأبناء بغدادَ والآخرين !
ويبقى السؤالُ القديم الجديدْ
وهذا الجوابُ الوحيدُ الرَّشيد!!
فكيف الخلاص؟
وهذا الحديد،الجديدُ العتيق
لأبناء غزةَ والآخرين.
••••
سؤالٌ أخير:
-لمن كلُّ هذا البُكاء؟
وهذا العويل
وأبناء بغدادَ والآخرين
أسارى لقيدٍ طويلٍ طويلْ
وكلٌّ يُغنّي لصبرٍ جميلْ
وَحيداً تشرنَقَ بالمستحيلْ
سؤالٌ جريحٌ
فمن ذا يجيبُ
مِنَ الآخرين؟
٢٠ -١- ٢٠١٠