مظفر النواب الموقف
رحل عنا الشاعر الكبير مظفر النواب رحمه الله وكما كان في حياته موضع جدل بقي هذا الجدل قائما حتى بعد مماته، لا ننكر شاعرية النواب ولسنا بصددها ولا بنسبه فهو عراقي يحمل جنسية العراق العربي شاء من شاء وأبى من أبى وكتب الشعر بالعربية المحلية والفصحى ولكني بصدد مظفر النواب الموقف، لقد ناصب العداء للحركة القومية العربية بكل مدارسها السياسية وانتمى للحركة الشيوعية وجناحها المتطرف جناح (عزيز الحاج) حتى أصبح من كوادرها وقياداتها وطعن في شرعية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي التي انظمت في السبعينيات القرن الماضي للجبهة الوطنية العراقية التي ضمت الاحزاب القومية والوطنية، غادر العراق إلى سوريا ومن ثم للأردن ومن ثم للإمارات التي توفى فيها معززا مكرما، لقد ناصب العداء للقومية العربية من خلال الأنظمة العربية الوطنية والرجعية رغم أن شهرته من خلال لغة العرب سواء محلية أو فصحى لكن النواب في كل قصائده لم يذم الغرب العدواني، وعندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية لم يصدر منه أي موقف وطني يناصر بلده وهو يراه يتعرض لعدوان سافر وجرائم يندى لها الجبين، والمعروف أن كل وطني غيور على وطنه وبغض النظر عن وجهة نظره في النظام القائم يقف مع وطنه في مثل هذه الظروف، وجاء الحصار العين الذي أكل الأخضر واليابس وطال كل العراقيين بكل طوائفه ولا نجد له أي موقف يندد بجريمة الحصار على شعبه الذي يكتب عنه، ثم جاء الغزو الامريكي واحتلال العراق وجرائمه المعروفة وبقي النواب صامتا وموقفه رماديا بل عاد لبغداد لأول مرة منذ غربته وكأنه مؤيد للغزو ضمنيا وتجوب شوارعها دبابات الاحتلال وهو يعلم ماهية المشروع الطائفي الذي جاء به الاحتلال بالضد من التوجه القومي وقابل المرحوم جلال الطلباني وقرر منحه طلباني راتب شهري قدره 1500 دولار امريكي وقبلها الاشتراكي الشيوعي الأممي عن طيب خاطر من الامبريالي!!
الحقيقة المرة لم نستعرض بعض ما نعتقد في النواب لأن التاريخ سيقول كلمته حينما يتحرر!
مظفر النواب
تضامن مع النظام الطائفي الذي اقامه الاحتلال الامريكي ولم يصدر منه أي ادانة للاحتلال
لم يصدر له أي موقف لجرائم الاحتلال في ابو غريب وغيرها
لم يصدر له أي موقف في الحرب العراقية الايرانية
لم يصدر له أي موقف ضد الحصار الجائرعلى شعبه
لم يصدر له أي موقف ضد الغزو الامريكي للعراق بل كان مؤيد ضمنيا للنظام الذي نصّبه الاحتلال
الخلاصة:
الشاعر والأديب مهما كان متمكن من أدواته ومهما كانت بصمته الأدبية يبقى موقفه هو الذي يخلده، لأن التاريخ سيقارن بين موقفه وشعره وأدبه وعندما يجده بلا موقف مع وطنه في الملمات ويرى سيرته الفكرية والعقائدية بما تتناقض مع ما كتب! سيهمل كل حروفه!!
وعندما يذكر ستذكر هذه المواقف كما نذكرها اليوم ولكن بتفاصيل أدق