تحت عباءة الغيب..//فاتي الزروالي
ملعونة روحي
وهي على ضفاف نوافذك
معلقة بذيل هوائك
موبوءة بغيابك
والغيم هناك ينسكب منهمرا من جرارها
يفيض بالظلال
لتلبس السماء تعويذة
من رمادها الشتوي الأخير
فيصير الزمن
ثقيل الخطوة
يتمطى متثائبا بين ذراع العقارب
وأنا من دونك
لم أدع لحظة أو فرصة سانحة
كي أتكئ على ذكراك
فأتسلق السلالم
فرارا إلى ضوئك
لم أدع لحظة أو فرصة بسيطة
إلا وكنت دليلي التائه مني
ليجلس الوقت بيننا
لاهثا على عتبات الصمت
ملعونة أنا
والساعات تراق
بطيئة ثقيلة الظل
تحت عباءة فضفاضة للغيب
أتأرجح فيها يمنة ويسرة
وأنا أتساءل: هل أنا الموج في مد وجزر؟؟
هل أنا ذاك الصوت أدوي حزنا
وأومض موتا عند كل برق؟؟
آخذ من سناه ذبذبات تسجيني
وأرسمني جسدا مائلا على ظلك
لنسيل جدولا من خيبات
بواد غير ذي رجع
فتتحول الجدران من حولي
إلى دفاتر تدون أحزاني
والشرفات قراطا تتدلى منها نقط فراغ
على أرضية أحلامي
ملعونة أنا والمسافة بيننا متاهة مرايا
والمرايا منكسرة
تلملم قطعها المتناثرة مني
كفراشات تطير بعيدا
تلتهم رحيق الفصول
تستغيث ..تبكي جذب الحقول
تبكيني أنا الملعونة المتشحة بالضباب
المتمايلة مابين وجع وحنين
والكل من حولي راكضا غائبا
وأنا المقيدة بسلاسل الكآبة
أنا المسكونة بالصمت
وحنجرتي طافحة بالدمع
هاربة من جزئها الحي معانقة لكلها الميت
هنا الكل حاضر وأنا الملعونة
أنسب كل الخطايا لي
خطاياي ..خطاياهم
لعلي أنتسب لي ..لهم
وأينني وأينهم مني ..’؟؟
مكناس ذات نزف
27/08/2022