//////////////\\\\\\\\\\\\\\
أمامك حلان أحلاهما مر: إما أن تنعزل عن العالم وتعيش كالزير الفارغ، لن يفطن له أحد حتى يصطدم به ويتكسر، فيقول: كان هنا زير فارغ مثقوب، لم يستفد منه أحد حتى انكسر وصار هناك فراغ يمكن استخدامه لأمر مفيد!
أو تحاول الاختلاط بالناس ومقارعة هفواتهم وسهواتهم بشتائمك المعهودة، فيتباعدون عنك حتى تصبح كالزير المهمل! وربما تحاول الترفيه عن نفسك بمداعبة الأبناء والأحفاد، ولكنك لا تتقن الملاطفة فيظنون أنك تحاول توبيخهم، فيبتعدون إلى مسافة الصمت ويتركونك فريسة الوقت
النتيجة أنت لا تتقن أي شيء في الحياة، لم تبن بيتا يأوي إليه الأبناء وأنت دون حرج من المالك الذي يطالب كل شهر برفع الأجرة، فتتشاتمان حتى يتدخل الأمن دون نتيجة، ولم تنشئ مصلحة تجارية يرثها الأبناء ويعتاشون منها...
المصيبة الأكبر أنك لا تملك ثمن كفن، لذلك من الأفضل لك أن تجلس في ساحة الجامع تصلي وتسبح حتى يتوفاك الأجل، ويدفنونك بالمجان.. عندها تنتقل إلى جوار الحليم المنان الذي قد يغفر ذنوبك ويعطيك غرفة في الجنة ... بالمجان