آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    النتائج 1 إلى 6 من 6

    الموضوع: زائر منتصف الليل

    1. #1
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6

      زائر منتصف الليل

      زيارة منتصف الليل
      1
      في مساءِ يومٍ شِتوي بَللت فيه قطرات نافذتي المُطلة عل باحةِ الدارِ الواسعة والتي وضعت سرير نومي تَحتها، كُنت أشاهد الغَبطة المُفرطة على وجوه أخوتي الصغار وهم يشاهدون أفلام كارتون في بيتنا لأول مرة، لم يكن ذلك اليوم كباقي الأيام، يوم لن أنساه في حياتي وأعتقد كان الجميع من أخوتي وأخواتي قد حفر ذلك اليوم في ذاكرتهم، كنت أتابع أخي الصغير وأختي الصغيرة وهما يتابعان أفلام كارتون حالما بدأ البث التلفزيوني والذي يبدأ عادة مساء كل يوم وعلى قسمات وجهيهما دهشة وفرحة لا تضاهيها فرحة، إنه اليوم الذي دخل التلفزيون لبيتنا بلونيه الأبيض والأسود، كنت قد اشتريت ثلاجة وتلفزيون من جمعية الموظفين بالتقسيط المريح، كان ذلك بعد مُباشرتي للوظيفة بثلاثة أشهر فالراتب حينها كان مجزي قياسا للأسعار السائدة، حينها كانت الرقابة الحكومية صارِمة تَحذف كُل ما يَخدش الحياء من لقطات الإغراء والاحتضان والقُبل وما بعدهما!!.
      دب النعاس في الجميع وهم يتابعون التلفزيون، والدتي فرشت لهم فراش نومهم حتى داهمت الجميع غفوة عميقة، دسست نفسي بين اللحاف بعد أن أغلقت الباب الخارجي والداخلي واطفأت أنوار البيت إلا مصباح في فناء الدار، في العتمة تحلو مناجاة السماء بهدوء خارج صخب العمل المشوشة للأذهان، ترحمت على والدي فمنذ وفاته حينها انقطعت عن الطعام لفترة، كنت على مشارف الجنون فرغم أني أعي باني أكبر أخوتي ولكني وجدت نفسي في حيرة من أمري وعندي بعد نظر للثقل الذي سيترتب عليه فقدان والدي رغم حداثة سني، استجمعت شتاتي، يرافقني شعور وكأن الموت تحت وسادتي حينا أنام وأمام عيني حينما أفيق، وأنا في غفوتي العميقة رنَّ جرس الباب الخارجي بتكرار سمج، نهضت بسرعة خوفا من ايقاظ أخوتي وهم في غفوة عميقة بعد ساعات سعيدة لمشاهدة التلفاز لأول مرة، الساعة قاربت منتصف الليل، نهضت إلى الباب متثاقلاً يغالبني النعاس، فتحت الباب الداخلي واسرعت للباب الخارجي وما أن فتحته سرت في جسدي رعشة ووجدت ساقاي بالكاد تحملاني، والدي بشحمه ولحمه وباللباس التقليدي له وهو الغترة والعقال العربي والقميص والبنطلون ومعه امرأة لم أتبين وجهها وهي قصيرة القامة لم تبدي أي حركة أو تنبس بكلمة، جمعت رباطة جأشي وتجرأت وأنا أسأله بدهشة
      - والدي إنك متوفى
      علت وجهه ابتسامته المعهودة التي لا زلت اتذكرها وهو يدخل الدار دون أن يصافحني أو يلمسني
      - افسح لنا الطريق فزيارتنا قصيرة
      تبعته والمرأة تسير خلفه، جلس على سريري، فتح الشباك المطل على باحة الدار، كنت أقف مشدوها أمامه
      - هل ايقظ والدتي وأخوتي
      رد عليَّ ببرود لكنه ارفقها بابتسامة
      - لا، لأنهم لن يستوعبوا الموقف، جئت لأراكما، ربما هي الأولى والأخيرة وليطمئن قلبي، نظر إلى وعينيه تشع حنانا وهمس بصوت خافت
      - بارك الله فيك، لقد كنت بارا
      نهض من مكانه ونهضت معه المرأة التي رافقها الصمت طوال الجلسة ولم اشاهد وجهها واشار لي أن أفسح له الطريق للخروج، عند الباب الخارجي وأنا أعيش خارج التغطية رجوته أن يوصله جيراني الذي يملك سيارة، ضحك وقال لي
      - عد لفراشك، فأنا أعرف طريقي
      2
      فجأة وجدت نفسي على سريري، نظرت للشباك وإذا هو مفتوح على مصراعيه، أسرعت للباب الداخلي ووجدته مفتوحا، هرولت للباب الخارجي وإذا هو أيضا مفتوح رغم أني متأكد من إغلاقه عند نومي.
      في الصباح لم انتظر صحوة والدتي وأخوتي وأسرعت لشقيقتي الكبيرة من أبي أم فارس والقريبة منّا لأقص عليها ما رأيت وأخبرتها عن المرأة التي بصحبته، نزلت من عينيها الدموع واحتضنتني بقوة
      - إنها والدته التي ربته وهو يتيما بعد فقدان زوجها في حرب البلقان وفتوحات الدولة العثمانية وما يسمى (بسفر بر)، هي جدتك وجدتي، فلتكن والدتك برفقتك كما كانت دائما والدته برفقته
      التعديل الأخير تم بواسطة قصي المحمود ; 28-12-2022 الساعة 12:24 PM

    2. #2
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى غير متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      نص فاخر، فيه تشويق؛ لذا سأعاوده في وقت انسجام. دمت بخير يا أديب

    3. #3
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها عبدالله عيسى مشاهدة المشاركة
      نص فاخر، فيه تشويق؛ لذا سأعاوده في وقت انسجام. دمت بخير يا أديب
      ولي الفخر بمروركم الحاتمي لنصي المتواضع هذا صديقي
      محبتي وتحياتي

    4. #4
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى غير متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      يعجبني الترابط الجميل وتتابع الأحداث على خط مستقيم دون الكر والفر الذي يشتت الذهن، وأيضا جاء الأسلوب متناغما مع هذا الأنموذح الطيب.. ولا يفوتني الثناء على الفكرة التي بينت عناصر هامة جدا في بنيان الأسرة، وأيضا مكارم الخلق وطبعا توارث البر الجميل. شكرا على الإمتاع يا أديب

    5. #5
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها عبدالله عيسى مشاهدة المشاركة
      يعجبني الترابط الجميل وتتابع الأحداث على خط مستقيم دون الكر والفر الذي يشتت الذهن، وأيضا جاء الأسلوب متناغما مع هذا الأنموذح الطيب.. ولا يفوتني الثناء على الفكرة التي بينت عناصر هامة جدا في بنيان الأسرة، وأيضا مكارم الخلق وطبعا توارث البر الجميل. شكرا على الإمتاع يا أديب
      شهادة أعتز بها من أديب وقاريء متذوق نكن له كل الود والتقدير

    6. #6
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      كنت أتمنى طرح وجهة نظركم مهما كانت في القصة التي قبلها (الفسائل والنخلة)
      لكم تحياتي

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

    sitemap