آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 10 من 12

    الموضوع: الدفء المفقود

    1. #1
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6

      الدفء المفقود

      الدفء المفقود
      1
      ما أن شعرت أن الحياة تدب بي وبدأ قلبي بالنبض حيث تعودت العيش في الظلمة والتغذية والتنفس من حبل مدود لصرتي وفي بحيرة ماء تغلفني، لا أدري كم لبثت حتى شعرت أني أخرج على حين غرة، قطع الحبل، ينهكني الجوع في الساعات الأولى، شعرت بعدها ما يدخل فمي، ليست عندي حاسة الشم سوى من حضن منه يتسرب الدفء لجسدي، وليست عندي حاسة الذوق سوى ما دخل فمي بعد ساعات من خروجي للفضاء الواسع من حلمة ودون دراية رحت الثمها، لم اتعود على النور فقد كنت أعيش في ظلام دامس، شعرت بالضوء حولي لكني لا استطيع أن أفتح عيني، وإن فتحتها لا أرى شيئا، شعرت بالاطمئنان لأن ذات الرائحة وأنا في الرحم ما زالت أشمها وأنا خارجه منه بشوقٍ جارف.
      مضت فترة بدأت أشعر بسطوع الضوء من حولي وبدأت أرى بتشوش الأشياء من حولي، الصورة الأولى التي طبعت في ذاكرتي هو وجه من منحني الدفء في الرحم وخارجه ومن يشبع جوعي.
      2
      فجأة وجدت نفسي في مكان آخر، فقدت الدفء وأصبح كأنه دفء بارد لا أشعر به، أعيش برودة دائمة، الرائحة التي تعودت عليها في الرحم وخارجه فقدتها، ذائقتي غادرتني، لست أدري ما السبب حينها، بدأت أشعر بالوحشة وتنتابني نوب بكاء حادة حينما أفتقد تلك الرائحة، لم اشعر بذلك اللحم المتكور الذي يدخل فمي ومنه يخرج ذلك السائل الذي له طعم ومذاق خاص قد فقدته، ما يدخل فمي شيئا غريبا ليس له رائحة ولا أشعر بطعمه، كبرت قليلا وبدأت أتلمس الأشياء حولي، عرفت لأول مرة أني أسمي باسم، الجميع هنا يحاول ارضائي فوالدتي لا تفارقني أما والدي فقد اصبحت شغله الشاغل، امتلأت غرفتي بلعب الأطفال والدمى، كنت قليل البسمة شحيح اللعب، ما أن كبرت أدخلني والدي في روضة راقية مستوحاة من المدارس الألمانية ومن الخوف عليَّ كانت والدتي هي من توصلني للروضة وتعود لتأخذني عصرا بعد أن رفضت تسجيلي في باص المدرسة لنقل الطلاب من وإلى بيوتهم.
      ذات مساء خرجت مع والدي إلى أحد (المولات) الكبيرة في بغداد تحضيرا لعيد الفطر، أخذتني عاملة البيت (أكزز) وهي كينية من أفريقيا إلى قسم لعب الأطفال بينما والداي ذهبا للتسوق، بجانبي جاءت فتاة مع والدتها و(أكزز) تساعدني في ركوب الأرجوحة بينما راحت والدة الفتاة تحاول ركوب أبنتها الأرجوحة التي بجاني، نظرت إليها ولا أدري ما الذي جذبني إليها، لقد شممت رائحة تسكن ذاكرتي قريبة مني، رأيت والدتها تحلق في وجهي بذهول غريب أخافني، اقتربت مني ومسدت على شعري
      - ما أسمك صغيري
      نظرت ل أكزز ثم نظرت إليها وقلت بصوت خافت
      - بسام
      الرائحة التي في ذاكرتي ملأت الأجواء حولي ما أن أقتربت المرأة مني، وجدت المرأة تهرع إلى رجل الشرطة ولست أدري ما الذي قالته، لكنني لم أرتكب خطأ، فجأة تجمهر الناس والشرطة حولي، من بعيد شاهدت والدتي ووالدي يسرعان نحوي، احتضنتني والدتي وهي تصرخ
      - لقد أخفتم الطفل، ما الذي يجري هنا
      بهدوء أجابها رجل الشرطة
      - سيدتي هناك شكوى من هذه السيدة أن الطفل ولدها
      لم أكن أفهم ما الذي يجري، والدتي ووالدي وبعد أن جاء زوج هذه المرأة المدعية ذهبنا لمركز الشرطة القريب، والدتي اصابتها نوبة بكاء حادة وهي تصرخ
      - كاذبة، مدعية، لا يصدقها أحد
      والمرأة بذات الحرقة تبكي وهي تصرخ
      - إنه ولدي، أبدلوه يوم الولادة، أعلم أني ولدت ذكرا لكني وجدت طفلة أنثى بجانبي بعد غفوتي في المستشفى
      3
      بعد ظهور تحليل الحمض النووي تبين صدق المرأة التي هي والدتي الحقيقية، عدت للدفء المفقود وعادت ضحكتي وتنازلت والدتي عن المرأة التي سرقتني لعامل إنساني لكون زوجها هددها بالطلاق بعد ولادة بنات أربعة دون ولادة ذكر لكن بقينا على تواصل مع هذه العائلة، وبقيت أزورها وكانت تعاملني كولدها بذات الحب وأنا حينما كنت عندها، لكني الآن في غاية السعادة لأني عدت لدفء الرحم
      التعديل الأخير تم بواسطة قصي المحمود ; 17-02-2023 الساعة 10:49 PM

    2. #2


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10
      ///////////////

      كالعادة نص رائع جدا يعالج مشكلة اجتماعية وهي اعتقاد الذكور أن ولادة البنات تكون البنات أو الذكور من الزوجة، يعني هناك زوجات تلد ذكورا وإناثا، وهناك نساء لا تلد إلا ذكورا أو إناثا، بينما رفض الدين هذه الفكرة بالقرآن والسنة، وحرم وأد البنات، وأثبت العلم الحديث أن نوع المولود مرتبط بالذكر وليس بالزوجة

      الأسلوب كالعادة استثنائي ومبتكر مناسب للفكرة واللغة مطواعة

      هناك ملاحظات أرسلتها إليك على الخاص أرجو متابعتها

      دام الابداع

      تقديري
      من يزرع يحصد

      لا تبخل على الزملاء برأيك وفكرك، وهم سيفعلون مثلك!

      أنا كثير السهو والنسيان لذلك ذكرني بالشيء الذي تريد مني رؤيته


    3. #3
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
      ///////////////

      كالعادة نص رائع جدا يعالج مشكلة اجتماعية وهي اعتقاد الذكور أن ولادة البنات تكون البنات أو الذكور من الزوجة، يعني هناك زوجات تلد ذكورا وإناثا، وهناك نساء لا تلد إلا ذكورا أو إناثا، بينما رفض الدين هذه الفكرة بالقرآن والسنة، وحرم وأد البنات، وأثبت العلم الحديث أن نوع المولود مرتبط بالذكر وليس بالزوجة

      الأسلوب كالعادة استثنائي ومبتكر مناسب للفكرة واللغة مطواعة

      هناك ملاحظات أرسلتها إليك على الخاص أرجو متابعتها

      دام الابداع

      تقديري
      شهادة أعتز بها وهي جواز مرور للنص
      وصلتني ملاحظاتكم القيمة وحتما ستكون محل اعتزاز وتقدير
      تقديري وامتناني

    4. #4
      أديبة الصورة الرمزية إيمان سالم
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : إيمان سالم غير متواجد حالياً
       البلد : تونس
        العمل : محاسبة
       هواياتي : المطالعة، الابداعات اليدوية..
       التقييم : 30
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      692
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      5
      نص مميز و الوصف الدقيق للعلاقة الوثيقة بين الام و وليدها
      التي أفضت إلى الخاتمة السعيدة، كأنه بالنهاية لا يصح الا الصحيح

      تحياتي أستاذنا الفاضل قصي المحمود
      النص مميز و مشوق و شعرت للحظة أنها حكاية حقيقية ربما
      نسمع عن فقد الاهل لابنائهم و لكن هناك حالات كثيرة تجتمع فيها الام بوليدها

      دمت مبدعا
      دمتم بخير

    5. #5
      كاتبة الصورة الرمزية تهاني أبو سعدة
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : تهاني أبو سعدة غير متواجد حالياً
       التقييم : 59
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,450
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      ******
      نص جميل بفكرة مبتكرة واسلوب رشيق،، غير ان الخاتمة خالية من الدهشة كونها تقريرية،، بعض لمساتكم يجعله اكثر نضجا
      دام البيان والبيان
      ودي والتقدير

    6. #6
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها إيمان سالم مشاهدة المشاركة
      نص مميز و الوصف الدقيق للعلاقة الوثيقة بين الام و وليدها
      التي أفضت إلى الخاتمة السعيدة، كأنه بالنهاية لا يصح الا الصحيح

      تحياتي أستاذنا الفاضل قصي المحمود
      النص مميز و مشوق و شعرت للحظة أنها حكاية حقيقية ربما
      نسمع عن فقد الاهل لابنائهم و لكن هناك حالات كثيرة تجتمع فيها الام بوليدها

      دمت مبدعا
      دمتم بخير
      وتحياتي وتقديري لكم استاذتنا الفاضلة لهذه الشهادة التي اعتز بها
      كل التقدير والامتنان لكم

    7. #7
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها تهاني أبو سعدة مشاهدة المشاركة
      ******
      نص جميل بفكرة مبتكرة واسلوب رشيق،، غير ان الخاتمة خالية من الدهشة كونها تقريرية،، بعض لمساتكم يجعله اكثر نضجا
      دام البيان والبيان
      ودي والتقدير
      تحياتي استاذة تهاني الفاضلة
      أتفق معكم ان النهاية خالية من الدهشة وكانت الدهشة من وجهة نظري في الثلث الأخير من القصة
      النص لا زال تحت النظر، بحثت عن خاتمة فيها دهشة فوجدت انها ستفقد روح التسامح والجانب الإنساني
      واغفال مشكلة تعاني منها المرأة الشرقية التي تلد بنات فقط والذي لا ذنب لها فيه كما أثبت العلم
      جزيل شكري لكم وتقديري

    8. #8
      مدير الدعم الفني
      نائب المدير العام
      أديبة
      الصورة الرمزية منى كمال
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : منى كمال غير متواجد حالياً
      الإقامة
      القاهرة
       البلد : مصر
        العمل : كاتبة
       هواياتي : القراءة والتصميم والكتابة
       التقييم : 494
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,413
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      10
      نص رائع وراقي شدني منذ الوهلة الاولى ووجدتني مشدودة للنهاية وصف رائع وخاصة في الجزء الاول وعلاقة الطفل بأمه ورائحتها منذ كان بداخلها لاحظت في البداية بعض الكلمات التي اوحت لي بانه انثى وليس ذكرا ولذا عدت ادراجي لفوق لأتبين ما قرأته كان صحيحاً .. الا أن هذا لم يبعدنا عن تلك المشكلة التي يناقشها النص والتي يمكن ان تصل للسرقة وحرمان ام من طفلها وطفلة مسكينة من حضت امها الحقيقي ...

      صراحة نص رائع بكل مافيه ... أجدت استاذنا القدير تحياتي وامتناني لكوني عدت للقراءة بهذا النص الجميل

    9. #9
      المراقب العام
      أديب
      الصورة الرمزية قصي المحمود
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : قصي المحمود غير متواجد حالياً
       التقييم : 196
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,360
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      اقتباس المشاركة الأصلية حررها منى كمال مشاهدة المشاركة
      نص رائع وراقي شدني منذ الوهلة الاولى ووجدتني مشدودة للنهاية وصف رائع وخاصة في الجزء الاول وعلاقة الطفل بأمه ورائحتها منذ كان بداخلها لاحظت في البداية بعض الكلمات التي اوحت لي بانه انثى وليس ذكرا ولذا عدت ادراجي لفوق لأتبين ما قرأته كان صحيحاً .. الا أن هذا لم يبعدنا عن تلك المشكلة التي يناقشها النص والتي يمكن ان تصل للسرقة وحرمان ام من طفلها وطفلة مسكينة من حضت امها الحقيقي ...

      صراحة نص رائع بكل مافيه ... أجدت استاذنا القدير تحياتي وامتناني لكوني عدت للقراءة بهذا النص الجميل
      وهذه شهادة أعتز وأتشرف بها من أديبة راقية وزميلة عزيزة نكن لها كل التقدير والاحترام
      لكم فائق تقديري وامتناني
      ملاحظة: عدت للنص ووجدت في بعض فقراته ما يشير لأنثى وتم التعديل، جزيل شكري لكم لهذه الملاحظة لهفوة موجودة في النص

    10. #10
      القيم
      قاص
      الصورة الرمزية عبدالله عيسى
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
       الحالة : عبدالله عيسى غير متواجد حالياً
      الإقامة
      كفرالشيخ
       البلد : مصر
        العمل : ليسانس حقوق
       هواياتي : الأدب . الصيد
       التقييم : 75
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,833
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      نص بنكهة جديدة.. رائع بأسلوبه ومحاكاته لمشكلة يعيشها أبو البنات وأم البنات. إلا إن النص فعلا كما قلت أستاذنا قصي جاءت دهشته قبل نهايته. حبذا لو اشتغلت عليه مجددا لجاء في هيئة أحلى النصوص. دمت بخير ودامت عراقكم التي أحبها

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

    sitemap