مع آخر صرخة أطلقتها
أطلّ برأسه
يطالع أرضا لم تزل تصارع مخاضها العسير
بكى بقوة كاسرا حاجز الصّمت الثقيل
رئتاه الصغيرتان عبّأتا هواء تغشّاه غبار داكن،
هل وصل أخيرا
لمَ المكان معتم و ــــــ بارد !
و.. لا أحد في انتظاره،
هي ـــــــــــ
هي ليست في انتظاره،
هل غادرت قبل أن تسقي عطشه بـ نظرة !
كان ينتظر دائما سماع صوتها،
يترصّد تمتماتها،
يهتزّ لتنهّدها
يشعر بابتسامتها و هي تمسح على بطنها،
بطنها، مستودعه ذاك الذي قرّر و دون سابق إنذار أن يلفظه،
لم يكن هذا اتفاقهما
لم لم تنتظر
حتى يطالع عينيها،
ينحت في الذاكرة صورة ملامحها،
كم كان يتوق لرؤية الابتسامة التي لطالما تخيّلها
و هو يتخبّط في أحشائها
كيف للنهاية أن تغتال ــــــــ البدايات
ما بال الصفحات مطويّات قبل البدء في تقليبها
و الكتاب خال إلا من ختم النهايـة
أمي مِتِّ و مات الخوف في قلبي
أنا الذي أفسدتّ عُــــــرس المــــــــوت
تعارفنا أنا و هو
مبكّرا .. مبكّرا جدّا
في فاصل من الزمن يقدّر بــ لحظة
لحظة عانقك سلبني حقّي و أغلى ما أملك
جاهدت في شدّ الحبل، عسى أن تأتي أنتِ أو أمضي أنا معك
لكن دون جدوى،
فُكّ الرّباط
تلقفتني الرّيح
و وهبتني لحضن الليل
و ها أنا كلّما بلغ بي العطش مبلغه
مضيت أرضع من مُزن السّماء ــــــــــــــــ
أمّي ــــــــــــ
ستبقى الكلمات حبلى بك
إلى أن نلتقي
عندها سنولد معا ـــــــــ من جديد
أمّي، أعدك
سأقف يوما
و أبني جدارا غير قابل للسّقوط
يكون عنوانا ثابتا على خارطة ـــــــــ اللقاء
و إلا فلا معنى ـــــــــــــــــــــــــ ــ للاتجاهات
لا معنى ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ للحياة.
لآية ــــــــ كتبت قبل أن أعرف جنس المولود
06/02/2023