من مجموعتي النثرية التي تحت الطبع ( يا حوتة المنحوتة) نص ( أنا والعراق) وتم نشرها بمناسبة بداية غزو العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطيء عربي أقليمي في 20 \ 3 \ 2003
أنا والعراق
في لَحظةِ يأسٍ وألم
شَطح مني القَلم
ظَننت أنا وأنتَ مَنْ انهزم
أوتادٌ آيلة للسقوط
لحم التراب تمضغه أفواه شرهة
وأسِنَة صَدئت
صراصير تزأر
ذباب كالمطر
في راحة القدر
وضعوا القمر
\\
في لحظة وهم
ظننت أنا وأنت من انهزم
ارتبكت الحروف والحيرة أصابت المحبرة
من ركام وقمامة وفضلات التاريخ
صنعوا قارورة عطر
كالجن، كالأبالسة
رقصوا على اجسادنا في ليلة سمر
بعد أن كنا نملأ الأكوان دفئاً
تفحّم عودنا وصرنا كالحجر
وتَغير الأقربون مِنا فَصرنا لهم عبئاً
تبًا وألف تَب
ما هكذا يقلب الدهر
من طهرٍ إلى عهرِ
فمديرة مدرسة العفة
راقصة تحت المجهر
سموه ما شئم...سموه القدر
هي لحظة يأس وألم
أختفى من ذاكرتي المنصور والمعتصم ونبوخذ نصر
فشطح مني القلم
فظننت أنا وأنتَ مَنْ انهزم
أيقظتني مِن غَفوة الهزيمة
أمي وما كنت ترددها مِن ترنيمة
(دللول دللول يلولد يبني دللول
عدوك عليل وساكن الجول)
تصفحت التاريخ، وكيف أندحر التتر
(من ذا أصابك يا بغداد بالعين ألم تكوني زمانا قرة العين
ألم يكن فيك قوم كان مسكنهم وكان قربهم زينا من الزين
صاح الغراب بهم بالبين فافترقوا ماذا لقيت بهم من لوعة البين)*
في اليقظة، سمعت ضجّة
عصا حمورابي تؤشر لهم بترنيمة
صوت جاء من فوق الركام
في الفجر كأنه الأذان
صوت أخرس الضجيج
أنا العراق
لست بغنيمة
أنا العراق
ما عرفت الهزيمة
أنا العراق
تحت أقدامي
يُداس الشقاق
في أزقة الحقيقة
يحتضر النفاق
وعلى أنغام الربابة
ونسائم قصب الهور
ودبكات الجبل
الجمهور أفاق
ومن بينهم صرخت
أنا العراق، أنا العراق
الذي لا يموت ولا يهزم
قصي المحمود
----
مابين القوسين ل* عمرو بن عبد الملك العتري الوراق (شاعر عباسي)