من طرائف رمضان عند العرب ما وجدته في كتبهم: كان من عادة عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينةخ أن يصلّي في رمضان الصلوات الخمس كلها في مسجد رسول الله .. وبينما هو يصلي العصر رأى أعرابياً يأكل بجانب قبر الرسول، فدنا منه فقال له: أمريض أنت؟! أجاب: لا. قال: أعلى سفر؟ أجاب: لا. قال: فما لك مفطر والناس صائمون؟! قال الأعرابي: إنكم تجدون الطعام فتصومون، وأنا إن وجدته لا أدعه يفلت منّي. ثم أنشد: ماذا تقول لبائس متوحّدِ \\ كالوعل في شعب الجبال يقيمُ ...يصطاد أفراخ القطا لطعامه \\ وبنوه أنضاء الهموم جثومُ ...والقوم صاموا الشهر عند حلوله \\ لكنّه طول الحياة يصومُ
"دخل أحد الحمقى على أحد الخلفاء في إحدى ليالي رمضان، وهو يأكل، فدعاه الخليفة ليأكل فقال: إني صائم يا أمير المؤمنين. فسأله: هل تَصِل النهار بالليل؟ فأجابه: لا، ولكني وجدت صيام الليل أسهل.
"شوهد أعرابي وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان، فقيل له: ما هذا؟ رد الأعرابي: قرأت في كتاب الله {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} والإنسان لا يضمن عمره، وقد خفتُ أن أموت قبل وقت الإفطار، فأكون قد مِتُّ عاصيًا!
"أهدى أحد الأدباء في شهر رمضان صديقاً له نوعاً من الحلوى قد فسد مذاقها لقدمها, وبعث معها بطاقة كتب فيها : إني اخترت لهذه الحلوى السكر المدائني والزعفران الأصفهاني. فلما وصلت صديقه وذاق طعمها رد عليه: أظن حلواك هذه صنعت قبل أن تفتح المدائن وتبنى أصفهان!.
"جاءت امرأة إلى جحا لتشترى منه تمرًا بالأجل قبيل شهر رمضان، فوافق وأعطاها تمرة لتتذوقها، فاعتذرت وقالت: إنى صائمة قضاء رمضان الماضي، فخطف جحا منها التمر وقال: تماطلين ربك عامًا وتطلبين منى بالأجل.