انعتاق
أعوذ من الغضبِ ومنكِ الصّلف
مَن قالَ أني سأعودَ إليكِ
الحِبرُ والمِداد بَعد لَم يَجف
أنا الذي كُنت في كُل زَلَّةٍ
أغضُ الطرّفَ عنها وأعف
لَيس في كُلِ مَرةٍ تَسلَم الجرة
طُرتُ وجناحيَّ هما الأخف
أنا لن أعود إليكِ، وَعد
بمن رفع السماوات بدونِ عَمَد
طَويتُ سُهد الليل ومشاعري
نثرتها بيومِ ريحٍ عاتِ
صَدقةٌ جارية لِكُلِ بائِسَة تَفتَقِد الدفء
سَأعتقهُ دونَ جفن يَرف
سَأسحبُ كُلَّ ما أودَعتهُ
في رَقمِ حِسابكِ مِنْ وَجدِ
هيا لَملِمي أشيائُكِ الدَخيلة
غادري مُدني المُضيئة
تَمَتعي بالأوهام
دَّوني في دَفترِ مُذكراتكِ ما شئتِ
كم أغويتِ وكم
في مَوقدكِ قد تَفحَمت مِنٌ الجَمراتِ
أعيدي العَدَّ بأرقامك
أسألُكِ، كَم وَصل العَدَد؟
كَم عاد وخرج وكم بقي؟
وإن عَددتِ، لا تُعديني في العَّدِ
فأنا وقلبي النقي
عَصيٌّ على الأرقام