استوقف لصٌّ أحدَ أصحاب البساتين وأراد أن يسرقه ويأخذ ملابسه، فاستمهله صاحب البستان حتى يصل بيته ثم يرسل له ملابسه، وأقسم له على صدقه في ذلك؛ فردّ عليه اللص قائلا: "إنا روينا عن مالك أنه قال: لا تـَلزم الأيمانُ التي يُحلَف بها للصوص. قلت: فأحلف ألا أحتال في أيماني هذه؛ قال: هذه يمين مركّبة على أيمان اللصوص"!!
وتطور الحديث بينهما حتى مَنَحَ "اللصُّ الفقيهُ" صاحبَ البستان خلاصة تاريخية في لَبوس حكمة قال فيها: "تصفحتُ أمر اللصوص من عهد رسول الله ﷺ وإلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ بـ[دَيْنٍ] نسيئةً، وأكْرَهُ أن أبتَدع في الإسلام بدعة يكون عليّ وزْرُها ووزْرُ مَن عمل بها بعدي إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك، قال: فخلعتها ودفعتها إليه فأخذها وانصرَف"!!