مفاهيم خاطئة
من خلال حضورنا في المجالس العشائرية والفصول هناك من يطرح طرح غريب وخاصة في الدهس المؤدي للوفاة بإن للمرأة نصف الديّة !! ويعزوه للشرع مستشهدا بالآية الكريمة (وللذكر مثل حظ الأنثيين) وهو لوي عنق لللمفهوم الإنساني للدين، لقد خص المرأة في هذه الآية لأن المرأة في الإسلام في عصمة الرجل يتكفل بمعيشتها فاعطاه ضعف ما للمرأة وهي من الآيات المخصصة لا المعممة، أما الآيات المعممة والشاملة فهي لا تذكر ذكر وأنثى إنما تذكر الإنسان بذكره وأنثاه، هذا الاسقاط الخاص على العام خطأ شائع مع الأسف ساهم فيه البعض ويطرح في الفصول العشائرية
المرأة هي نصف المجتمع وهي الأم والأخت والأبنة والزوجة وهذه الأم التي حملتك وهنًا على وهنٍ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (سورة لقمان الآية 14)) وفي هذه الآية ساوى الله بالشكر مع الوالدين من خلال واو العطف وقوله في الآية أعلاه: (أن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) يريد أن يعطيها نصف الديّة أي ينظر إليها نصف كائن وإنسان والله ساواها بالشكر لها معه؟؟؟ولهذا لا أريد أن أطيل ولكني بالمقابل أذكر هؤلاء المحترمين بالآيات التي تكرم الإنسان دون النظر لجنسه ولونه وقوميته
﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
[ سورة المائدة: 45]
۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (سورة الإسراء الآية 70)
في رسالته إلى والي مصر يخاطبه سيد البلغاء الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وعليه أفضل السلام يقول فيها كما جاء في نهج البلاغة الجزء الثالث صفحة 84 (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل (1)
----------------------------------------------------------------------