.
.
مقارنة سريعة بين كتابة الرواية العربية والغربية
أحب مشاهدة الأفلام الغربية خاصة الدراما منها، والأفلام الاجتماعية منها بشكل خاص، كونها تفيدني في الأفكار وطرق السرد، منها أتعلم كيف تكتب رواية وتنفذ على أرض الواقع
هل نعرف سبب ازدهار الرواية في الغرب؟
السبب هو وجود تنافس وسباق بين الكتاب على أفضل فكرة فقط، وفي المرتبة الثانية أفضل أسلوب سردي، لا يهتمون باللغة أو البلاغة، بل بما تضيفه الرواية إلى ثقافة وعلم القارئ
وفي النهاية نجد أن الفكرة الأفضل تصبح فلما، أو تكون مرشحة لتصبح فلما
بحسبة بسيطة نجد أن أمريكا تنتج كل يوم فلما واحدا على الأقل بالمعدل، وعلى اعتبار أن كل فلم رواية، وأن كل رواية هي منتقاة من عشرة روايات على الأقل، وهذا يعني أن أمريكا تطبع كل سنة 3650 رواية سنويا بالمعدل
السؤال الآن: هل العالم العربي كله ينتج مائة رواية كل سنة؟
ثم ما هو أقصى ما يتوقعه كاتب رواية في العالم العربي؟
ربما جائزة بعدة مئات من الدولارات فقط.
وهذا يجعلنا نستنتج أن دولنا قتلت الأدب، والإعلام شجع الخلاعة وقتل القراءة.
ماذا نجد أو ماذا نتوقع أن نجد في الرواية بشكل عام؟
في الرواية الغربية نجد كل شيء؛ حياة متكاملة، من علوم وفن ولصوصية وتدين وإجرام ورومانسية وسياسة، كله في كتاب واحد، يعني نجد أن كاتب الرواية يكتب أدق التفاصيل عن أمور تخصصية، وهذا يتطلب منه القيام بالبحث والاستقصاء ومراجعة أهل الخبرة والتخصص، وقراءة كتب ومعلومات مختلفة، فقد نجده يتحدث عن مرض جسدي أو نفسي بأدق التفاصيل، أو عن جراحة في عملية خطرة مما يوحي للقارئ أن الكاتب متخصص في هذا المجال، ومن ثم تجده يتحدث عن الطائرات وتفاصيلها المجهولة للإنسان العادي في إحدى الروايات مثلا، أو قد يتحدث عن السياسة ودهاليزها، أو يتحدث عن المحاماة والقضاء والقضايا والنائب العام والقاضي والتحقيق والشرطة والأدلة، وموضوع القضاء والحقوق والقانون من المواضيع الشائكة جدا، كل هذه المواضيع التخصصية تجعل القارئ منبهرا بما يقرأ، ويشكر الله والكاتب على الوجبة الفكرية العلمية الدسمة! من هنا تنجح الرواية....
أما إن كانت الرواية تكرارا لما يعرفه القارئ فما فائدتها؟
كتابة الرواية العربية أصعب بكثير من كتابة الرواية الغربية، لأن الكاتب العربي مجبر على الاهتمام باللغة، وبالهمزات والإملاء وعلامات الترقيم وغيرها من الأمور، وإذا افترضنا ضعف تدريس اللغة العربية أصلا، نستنتج صعوبة الأمر على الكاتب الذي لديه أفكار وأسلوب بينما لغته العربية ليست بذات القوة؟ بينما أن على الكاتب الغربي أن يركز على الفكرة وأسلوب السرد فقط، بقية الأمور تدققها دور النشر وهي أمور بسيطة مقارنة بما هو في اللغة العربية، ومع العلم أن الكاتب الغربي تتبناه دور النشر إن أعجبت بروايته، لأن دار النشر تستطيع تطوير الرواية إلى فلم قد يكسب الملايين، ومن هنا تصبح قيمة الرواية بعشرات آلاف الدولارات، فأين هذا من الكاتب العربي مهما بلغت منزلته؟
وماذا نجد في الروايات العربية؟
أترك الإجابة لكم مع أني أعرفها، لكن المهتم عليه ان يبحث ويجد الجواب بنفسه، عندها سيكون على أول الطريق
بالتوفيق للجميع