معظم قيمنا (الأشياء التي نحبها) مخفية معظم الوقت وكأنها تحت الضباب، ولدى الجميع عشرات الأسباب ليشعر بالسعادة، إلا أن هذه القيم تظل تحت الوعي باستثناء لحظات نادرة من البهجة المفاجئة.
يستطيع العقل الباطن التحكم في الكثير من تصرفاتنا وإنجازها على نحو أفضل من الوعي، بعد التعلم تقود السيارة بالعقل الباطن، والطباعة والتنفس وغيرها. حتى أننا يمكن أن ننسى أشياء فعلناها قبل دقائق، لأن العقل الباطن (يسميه ولسن روبوت) فعلها. وعندما نهمل أنفسنا ونترك للروبوت القيادة فإنه يدمرنا لأنه يجنح للسكون ويصيبنا بالكآبة. ((نظرية مدهشة من صلب الإسلام، حيث يأمر الإسلام بالعمل حتى آخر نفس، ولو قامت القيامة وفي يدك شتلة فازرعها، مما يخفف عنها أمراض الكآبة والجنون))، يعني يجب أن نعيش ونتفاعل مع الحياة بلا توقف، ومن هنا نلاحظ أن أمراض الكآبة والملل والسأم والتشاؤم لا تصيب إلا العاطلين.
ومن هنا ستكون التجربة بالغة الذروة مستحيلة عمليا بالنسبة لشخص يعيش في حالة من البؤس السلبي، لأن همته منخفضة.
تعتمد القوة التي ندرك بها الكون أو أي شيء على مقدار اهتمامنا به.
لكل مشكلة عدة حلول، وعلى الكاتب تقديم الحل الأفضل وليس الأكثر إدهاشا... فإن كانت الحياة أفضل فليقدمها، وإن كان الموت أفضل فليقدمه، وليس بالضرورة أن تكون الحقيقة كاملة بتفاصيلها. النهاية الآلية التي تكمل القصة وتترك جوهر الرواية دون تطوير يعتبران تنصلا من المسؤولية وهذا فشل للروائي.
يسعى الإنسان إلى عمق الشعور بالنشوة من خلال كل أفعاله الإبداعية، بما فيها القتل والتدمير.
الواقعية تفشل إن أهملت الرومانسية والمثالية
باستثناءات قليلة ونادرة عاد الروائيون بعد جويس إلى الطرق القديمة وانتظار ورؤية ما سيحدث، ولهذا كان معظم أشهر أسماء حقبة ما بعد الحرب من التقليديين الذين مارسوا الكتابة وكأن جويس وكافكا وغرترود شتاين وهمنغواي لم يوجدوا إطلاقا، ولا يبدو أن أحدا ما قد عثر على الطريق الجديدة، إن كانت موجودة.
الكتاب يتعلمون أكثر من روايتهم الأولى.
يشرح ولسن تجربته في كتابة الرواية، حيث كتب روايته الأولى وهو في الثامنة عشرة، وظل فترة طويلة ينقحها ويضيف ويحذف حتى بلغ الخامسة والعشرين، ثم وجد أنها ثقيلة فكريا وممتلئة بالرموز والإشارات، فأعاد كتابتها بطريقة أبسط، ونشرت فورا وخلال يومين نفدت الطبعة الأولى من اللامنتمي. واستمر خمس سنوات في كتابة (طقوس في الظلام).
الروايا كالدراما هدفها المتعة، شرط أن تكون المتعة أكثر من الهواجس الكئيبة، والكاتب إن فقد صفة المسامر الجيد فقد صفة الفنان الجيد. جدية الفنان لا تقاس باستيعابه للمشاعر القوية فحسب، بل وبعمق اهتمامه بالعالم الموضوعي أيضا، ومحاولة التعبير عن ذلك في عمله.
يعتبر ولسن روايته الثالثة أفضل أعماله لكنها لم تلق الاهتمام. ويعتقد أن العقلانية الممزقة للثيمة هي السبب، لكنه اكتشف أن الرواية يجب أن تملك هدفا آخر بالإضافة إلى استغواره لذاته.
ثم يشرح في شرح رواياته وثيماتها وأساليب بعض الكتاب التي أودت بالرواية ويخلص إلى القول: المشكلة تتمثل في أن الرواية سقطت أسيرة جديتها ونسيت المتعة والترفيه.
كل ما هو ضروري هو إدراك الروائي أن هدفه الحقيقي ليس مجرد عكس"يانوراما هائلة عن اللاجدوى والفوضى اللتين تتمثلان في التاريخ المعاصر"، بل تحرير الخيال الإنساني وإعطاء القراء لمحة لما يمكن أن يحدث. ووظيفته الكشف عن طريق ارتقاء البشر في المستقبل.
تم الكتاب