تأثرت كثيرا فرح من شدة بكاء طفل في المركز الصحي، سألت أمها: لماذا يبكي ذاك الطفل يا أمي!
قالت أمها: لا أعلم، يبدو أنه لا يريد أن يتعالج، هيا لنسأل أمه لنعرف السبب.
قالت أم الطفل إنه يخاف من إبرة التطعيم.
تقدمت فرح منه وقالت له: ما اسمك يا صديقي؟
قال: أحمد.
قالت: يا أحمد لماذا تخاف من الإبرة؟
قال لأنها تؤلم كثيرا.
ردت عليه: لا، ليس كثيرا، بل قليلا جدا، هي لسعة صغيرة فقط، وبعدها ستشعر بقوة ونشاط وحيوية، ولا تنسى أن أمك ستتركك تلعب أكثر، لأن جسمك سيصبح أقوى، ولأنها ستتأكد أن الأمراض الخطيرة لن تقترب منك بعد الإبرة، هل تعرف ماذا سيحصل إن أصابك مرض خطير-لا سمح الله- مثل التيفوئيد أو السل؟
قال: لا.
قالت فرح: هذه الأمراض تجعل الطفل ضعيفا هزيلا لا يكبر، ويبتعد عنه أصدقاؤه ولا يستطيع اللعب معهم، ويمنعه أهله من الخروج، أنت لا تريد أن يحصل معك هذا، أليس كذلك؟
قال نعم فقالت فرح: هل ترضى أن آخذ الإبرة أنا قبلك وتأخذها أنت من بعدي وتصبح صديقي
قال أحمد بتردد: نعم
فتقدمت فرح ومن خلفها أحمد وأخذا الإبرتين، لم يشعر أحمد بألم كبير كما كان يتوهم، وخرجا وهما يضحكان ويلعبان.