أهلا وسهلا أهلا وسهلا شرفتم ونورتم
هل تريد أن تصبح كاتبا أم أديبا؟
عليك أن تحدد هذا أولا؛ لأنه بناء على هذا التحديد سنصرف الوصفة الأدبية
حسنا أنت تريد أن تصبح كاتبا! بسيطة عندي حبوب جامدة جدا، حبة صباحا من أجل تقوية اللغة، وحبة مساء من أجل الإلهام الفكري... انتظر قليلا حتى أرى طلب الآنسة
ممممممم تريدين أن تصبحي أديبة! حسنا... هنا عليك أن تحددي أي نوع أو أي صنف من صنوف الأدب تريدين، فلكل نوع وصفة مختلفة
وصفة للشعر الخليلي والتفعيلي
وصفة للقصة والرواية والسرديات بشكل عام
وصفة للنثر الإبداعي (قول شعري وخواطر)
وصفة للرسائل الأدبية
انتظر يا أخي حتى أكمل طلبات الآنسة، فهي سوف تصبح أديبة المستقبل، سوف تصبح نجمة تضيء لك الطريق...
نعم يا آنسة لدينا أيضا وصفة للساخر ولا أظنها تناسبك.... لا تسأليني لماذا! لأن الساخر أصعب الفنون الأدبية على الإطلاق، كونه بحاجة إلى موهبة ربانية، وأنت لا تملكين سوى بعض المؤهلات الفيزيائية، وهذه لا تهم قراء الساخر...
حسنا حسنا لا تغضبي سأعطيك وصفة الساخر ولكن على مسؤوليتك...
ماذا! لا تريدينها! لماذا؟ لأن الشاب الآخر يضحك عليك؟ دعيه يضحك، أليست أحد أهداف الساخر الإضحاك؟
لا...!! ماذا إذن؟...... لا جواب! ..... حسنا ماذا تريدين؟ تريدين الشعر ديوان العرب؟ حسنا موجودة الوصفة، أحذرك أولا كونها مؤلمة، ويجب أخذ كورس إبر في العضل لتنشيط التاريخ، هل أنت جاهزة؟... حسنا فكري ريثما أرى طلبات الأخ
تفضل... هل سمعت الديباجة؟
- نعم
- وما طلبك؟
- أريد أن أرتقي السلم درجة درجة، وأن أمكث في كل درجة فترة حتى أحفظها وأحفظ ما حولها عن ظهر قلب
- ماذا تهوى من صنوف الأدب؟
- كلها جميلة ولكل صنف خصائصه، لكن الصنف الجنوب أمريكي لم يعجبني كثيرا، كونه يتناثر قبل استنشاقه، وتنتهي فيه إلى لا شيء، و....
- لا عليك، كل كاتب في بدايته يكتب عن نفسه حتى يفرغ، فإذا ترك الكتابة عندها فهو ليس بكاتب ولا غاوي أدب، ثم إن استمر يبدأ بالكتابة عما حوله، فإذا انتهى انتقل لمساحة أكبر حتى يصل إلى العالمية، وفي هذه الرحلة الطويلة يلزمه زوادة تكفيه مؤونة الطريق ولا يحتاج لأحد، بعد أن ينتهي الكاتب من نفسه تتبلور ملامحه الأدبية إن استمر بعد نفسه، وهنا هو سيجد هواه وموهبته في أي صنف، وقد يكون غاويا لكل الأصناف ويكتب فيها كلها مثل الرافعي مثلا..
- من هو الرافعي
- أرأيت هذه بدايتك، ابحث أنت عن الرافعي وكتبه وابدأ بالقراءة، وعليك أن تستفيد من لغة القرآن وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تدرس النحو والصرف في العربية، لأنه بدونهما لن تتقدم خطوة واحدة، إلا بين العوام، واعلم أن عليك أن تكتب صفحة واحدة مقابل كل مئة صفحة تقرأها، ولا باس أن تعرج على التاريخ والأساطير المشهورة، ثم عندما تنتقل إلى خارج بيتك عليك أن تسمع الناس وتراقبهم وتربط الأحداث ببعضها وتسقطها على الواقع، واعلم أن العمر الأدبي لا يقاس بالسنين بل بما قرأت وكتبت، اكتب حتى تصل إلى النضج الأدبي، وبعدها الطريق أمامك هاي وي يعني أوتوستراد
- كلا الكلمتان ليست عربية، عليك أن تقول الطريق السريع
- حسنا هيا اغرب عن وجهي، بدأت تقوم أستاذك، أنت على الطريق القويم...
ماذا قررت يا سيدتي؟
- أريد وصفة الشاب، أعلم أنها صعبة، ولكني سأحاول
- واعلمي أن الأفكار على الأرصفة بالمجان، لكنها بحاجة إلى من يكتبها بلغة أدبية احترافية... مع السلامة