قال أحد العلماء يبتديء خطبته:
الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الإنسان من طين لازب، ثم جعله نطفه بين الصلب والترائب، خلق منه زوجه وجعل منها الأبناء والأقارب، تلطف به فنوع له المطاعم والمشارب، وحمله في البرعلى الدواب وفى البحر على القوارب، نحمده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب، وندعوه دعاء المستغفر الواجل التائب، أن يحفظنا من كل شر حاضر أو غائب، واشهد أن لااله إلا الله القوى الغائب، شهادة متيقن بأن الوحدانية لله أمر لازم لازب، أرأيت الأرض في دورانها كيف تمسكت بكل ثابت وسائب، أرأيت الشموس في أفلاكها كيف تعلقت بنجم ثاقب، أرأيت الرياح كيف سخرت فمنها الكريم ومنها المعاقب، أرأيت الأرزاق كيف دبرت وهل في الطيور زارع أو كاسب، أرأيت الأنعام كيف ذللت فجادت بألبانها لكل حالب، أرأيت النحل كيف رشف رحيق الزهور فأخرج الشفاء الشارب، أرأيت النمل كيف خزن طعامه وهل للنمل كاتب أوحاسب، أرأيت الإنسان كيف ضحك أرأيت كيف تثائب، أرأيت نفسك نائما وقد ذهبت بك الأحلام مذاهب، إذا أرأيت كله فاخشع فلا نجاه للهارب، واشهد أن سيدنامحمدا عبد الله ورسول الملك الواهب، ما من عاقل إلا وعلم أن الإيمان به حق واجب، سل العدوان وسل هل عابه في الحق عائب، سل الشهداء عنه هل كانت في الدنيا مآرب، سل صناديد قريش في قليب بدر الصادق ومن الكاذب، سل السيوف سل الرماح هل حملها مثله محارب، سل الغار عن الحمامة حيث باضت فأغشت أعينا كانت تراقب، سل سراقة عن قوائم حصانه كيف ساخت في الصخر حتى المناكب، سل أم العبد كيف سقاها اللبن والشاه مجهده وعازب، سل الشمس سل القمر عن نوره إذ الكل غارب، سل النجوم متى صلت وسلمت عليه في المسارب، سل المسجد الأقصى عن قرآأنه والرسل تسمع والملائكة مواكب، سل الزمان متى توقف وسل المكان كيف تقارب، سل السموات السبع هل وطئها قبله رجل أو راكب، سل أبوابها كيفت فتحت ومن استقبله على كل جانب، سل الملائكة أين اصطفت لتحيته كما تصطف الكتائب، سل الروح الأمين لماذا توقف عند الحجاب ومن الحاجب، سل العشا عن حبهم والناس فيما يعشقون مذاهب، سل سدرة المنتهى عن كأس المحبة من الساقي ومن الشارب، يا رب صلى على الحبيب المصطفى أهل الفضل والمواهب، وعلى الصحب والآل ومن تبع عدد ما في الكون من عجائب وغرائب