المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الصالح
..
..
جاءت الواعظ ترجوه المساعدة و الدعاء
قررت هجر الرذيلة
تراكم الغيم..
و مات الكلام ...!!
........
"عصيان الشوك"، من النصوص التي توقفت أمامها طويلا أحاول جاهدا أن أبحث لها عن "مخرج". فهذا النص بعنوانه الدال وجمله القصيرة التي اعتمد فيها الكاتب على الانزياح اللغوي في(قررت هجر الرذيلة/تراكم الغيم/مات الكلام) لتوصيل رسالة معينة، وقيمة محددة، فظهر النص بهذه الشاعرية المحببة والمطلوبة، حيث أن الشعرية من سمات هذا الفن الجميل، والذي أعشقه صراحة، وإن كنت لا أجيده.
بنى مبدعنا نصه على المفارقة بين كلمة/واعظ/ بمدلولها اللغوي والوظيفي، وبين الرذيلة بمعناها القاموسي الشامل؛ فنجد أن الواعظ هو من يقدم الوعظ ويبين سبل الهداية ويدعو الناس إلى التوبة والبعد عن الرذيلة والتزام الطريق القويم، أما في نص /عصيان الشوك/ نجد أن الواعظ يقوم بدور مغاير تماما، عكس ما ينبغي عليه أن يقوم به، فبنيت المفارقة على التضاد والانزياح الذي أخذ اللغة إلى الشعرية حد التغريب والخروج عن المعتاد والمألوف وذلك لصدم المتلقي .
وهنا تحديدا وجدت سؤالا يطرحه النص بقوة وهذا ما قصدته في البداية بكلمة "مخرج"، وينبغي علينا، ككتاب، أن نجد إجابة شافية وكافية لهذا السؤال:
هل المفارقة تقوم على كذبة؟ أو بمعنى آخر هل الكذبة تصنع مفارقة وتحقق صدمة؟
أعرف أن هناك من الوعاظ من يخون أمانة الوعظ وينغمس في الرزيلة، لكن قلة قليلة جدا. وهنا نصطدم بإشكالية تفرض نفسها: لماذا لا يكون الكاتب يقصد هذه القلة القليلة جدا من الوعاظ؟
والإجابة لا؛ لأن الكاتب اعتمد صيغة معينة وأسلوبا مخصصا جعل من رهان النص يطفو على سطح المعنى الدلالي والإحالي فكان (التعميم)، وكان /الواعظ/ إشارة وإحالة إلى كل /الوعاظ/. وهنا تحديدا نصطدم بسؤال قوي: ماذا لو كان الكاتب يقصد التعميم، ويحيل إلى كل الوعاظ؟
صحيح، فالكاتب، أي كاتب، له فكر مستقل، وبالتأكيد يتبع أيديولوجية معينة بمرجعية ثقافية أو دينية أو سياسية .... تجعل من هذا التعميم مقبولا. يجوز.
ولكي أكون منصفا أمام نفسي وأمام الجميع، ربما قصد الكاتب حالة فردية معينة وبذلك يصبح فهمي مشوشا وتفسيري مربكا وهذا ما ينبغي عليّ الاعتراف به، وقبول النص جملة وموضوعا.
وينبغي عليّ أن أنوه أن قراءتي هذه ما هي إلا رؤية خاصة جدا وفردية جدا، قد تكون غير صحيحة، ومرجعيتها لما أتبناه من أيديولوجية قد تختلف من فرد إلى آخر.
لكن في النهاية، النص يندرج تحت بند الق ق ج بامتياز، بلغته الشعرية وقفلته الدالة المفاجئة، وهذا ليس غريبا على رائد من روادها.
صديقي الجميل مصطفى الصالح، شكرا لك على ما قدمته هنا، شكرا لك على ما قدمته لنا
ودي وتقديري
وعيدكم مبارك