آخر المواضيع

  • مواضيع مميزة
  • <-> عساكم بألف خير <-> الفرق بين الأنا والأنانية <-> مضافة العمادة <-> زومبي <-> الفن القصصي بين النمطية والحداثة البنيوية <-> هي وجسد نصّه <-> قيد <-> قلب .. الفائز بالمركز الأول في المسابقة 2021 <-> استغفال\\ الفائز بالمرتبة الثانية في المسابقة 2021 <-> هلع حقيبة\\ الفائز بالمركز الثالث في المسابقة 2021 <->
  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> المسابقة التشاركية- بنك المعلومات <-> فن الرواية \ كولن ولسون <-> الكذاب البريء!! <-> قنديل الرغائب <-> كيف تستغني عن مراكز رفع الملفات <-> ما هي القصة القصيرة جدا \ م الصالح <-> مصراع نور \ م الصالح <-> نبارك للفائزين في المسابقات الرمضانية <-> الوطن ..خديعة كبرى <-> الومضة الحكائية والشعرية ..موروث عربي <->
  • مواضيع إلزامية
  • <-> عضو جديد! تفضل من هنا لو سمحت <-> أهلا بكم في منتداكم الجديد <->

    النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: قراءة في قصة زلزال/ أ. مصطفى الصالح/ أماني علوش

    1. #1
      كاتبة صورة رمزية إفتراضية للعضو أماني علوش
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
       الحالة : أماني علوش غير متواجد حالياً
       التقييم : 42
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      59
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      4

      Lightbulb قراءة في قصة زلزال/ أ. مصطفى الصالح/ أماني علوش

      زلزال\ قصة قصيرة
      وقت عريض طافح بالكسل والخمول، معاول رغبة إفناء جبال الأعمال التي ترزحين تحتها بالية، الفراش الذي قمت منه قبل قليل يتنفس الصعداء، تتبادلين نظرات الازدراء مع النوم الذي لم تغادرينه بعد، هل الطعام مخرج من مستنقع الملل والخمول! ألا يستطيع الطعام صنع نفسه فقد وأدت العمل منذ عصور، الطعام يسبب سمنة، هل الملل اكتئاب أم يؤدي إليه!
      لا أدري هل أشعر بالملل أم الاكتئاب مريض بي، أريد المحافظة على رشاقة جسدي، لكنني دون شعور التهمت بضع حبات من الجوفريت والشوكولاتة، يا إلهي يجب أن أتخلص من السعرات الحرارية فورا، هل هذا ممكن دون تعب!!
      على موسيقى صاخبة بدأت بهدوء ممل بحركات رياضية فاترة، بلا وعي انسجمت وتفاعلت معها، رفعت الصوت لبعثرة الضجيج القادم من داخلي، وكلما انسجمت أكثر رفعت الصوت أكثر، تحولت الرياضة إلى رقص شرقي وغربي خليط، لا يهم المهم أني احرق السعرات الحرارية، يجب أن أحرق يومين من الأكل والنوم، السعرات الحرارية تسبب دهونا وتكتلات في جسدي الرشيق إن لم أتدارك الأمر، رفعت الموسيقى أكثر، وبدأت أتحرك بجنون أكثر، لم أعد في هذا العالم، أنا في عالم آخر، تتحرك فيه الكراسي يمنة وشمالا، تهتز الطاولة، يتأرجح مصباح الغرفة، كل شيء يتصرف مثلي، يرقص ويهتز معي، حتى الجدران بانت ضحكتها، أهذه تهيؤات من تأثير الموسيقى! الأرض تهتز من تحتي، أتكون الموسيقى لها هذا التأثير السحري على الأشياء أيضا.... ضرب الإرهاق نشوتي، ارتطمت بشيء أو ضربني شيء ما لا أدري، الذي أذكره أن رأس حماستي قطعت بسيف جلاد، فسقطت أرضا وبقيت حماستي كالطير الذبيح تتراقص مع الهواء... وعيي في عالم آخر...
      الآن عرفت سبب الملل، عندما تغيب أمي أشعر بفراغ كبير، كيف سأفعل غدا عندما أتزوج وأنتقل إلى بيت آخر غريب، سوف تكون أمي بعيدة، لن توقظني في الوقت المناسب، وقت تجهيز الفطور، سيكون علي تجهيز الفطور لذلك الوحش المفترس، أين هو بالمناسبة، لماذا لا يمر علي كالعادة، لماذا لم يعد يلكزني في كتفي كما يفعل كلما دخل وخرج من بيتنا، لا أريد أن أراه، هو مريض مهووس، سأبقى عند أمي، وإن لم يعجبه فليذهب إلى بيت أمه، أريد أن أنام...
      في الأحلام يجد الإنسان متنفسا، فسحة واسعة للخيال، لا تحده حدود ولا توثقه قيود، يحلق كيفما شاء متى شاء...
      كان خطيبي الضخم يراقص أمي على نفس الموسيقى التي كنت أرقص عليها قبل قليل، لم أر وجهه، لكن من هيئته عرفته، أما أمي فلم أر وجهها أيضا، لكني شعرت أنها أمي، ترقص معه أمامي بلا حياء، كأنها هي خطيبته وليست أنا... تقدمت إليها من الخلف، أمسكتها من كتفيها، أدرتها نحوي بصعوبة، كانت قوية ورشيقة جدا، حين رأيت وجهها أصابتني الدهشة، أمي في سن العشرين! كيف عادت صبية وهي قاربت الخمسين!!
      الغيرة أعمت بصري، صرخت بها ماذا تفعلين مع خطيبي؟
      توقفتْ فجأة، اتجهت بكليتها نحوي وهي تحرك جسدها ورأسها بطريقة غنج هزلية، بدا الذهول عليها، جحظت عيناها، كان وجهها وجه لبؤة تستعد للافتراس، قبل أن أستجمع أنفاسي وأخرج من دهشتي صفعتني بأقصى طاقتها وهي تقول: هذا زوجي أيتها المومس اللعينة...
      افترشت الأرض أبحث عن قوتي الهاربة لأرد لها الصفعة، لم أستطع غير النظر إليها وهي تلكمه بطريقة كرتونية، فيختفي، وتختفي هي معه... يا إلهي ما هذا الحلم الغريب!
      أشعر بألم شديد في قدمي، كأن عليهما ثقلا كبيرا، علي أن أقوم لأغتسل وأجلس لأفكر بالأمر... كيف تفعل أمي هذا!
      استيقظت وجلست في مكاني، لا أستطيع الحركة أيضا، أخذت أفكر بأمي وفعلها الشنيع، هل يحق لها أن تسطو على خطيبي؟ من أذن لها؟ صحيح أني لا أحبه وأزدريه في كل مناسبة، لكنه خطيبي، ملكي أنا وليس لها علاقة به، آلمني ذلك كثيرا، توجعت من داخلي، أشعر برغبة في... وبدأت بالبكاء والنحيب، لا أستطيع السيطرة على هطل دموعي الشديد... بدأت أردد: أين هي أمي، لماذا تأخرت؟؟ لا بد أنها تشعل الوقت مع خطيبي، سأحاسبها عندما تعود، ولكن علي أن أقوم من مكاني أولا، لا أستطيع الحركة، أنظر في كل الاتجاهات فلا أرى شيئا، أين البيت، أين الأثاث، أين الأشياء، أنا في اللامكان، هل غابت الشمس، لماذا حل الظلام فجأة، كنت أسمع موسيقى صباحا، ليس من المعقول أن يكون قد مضى كل هذا الوقت الطويل، كان المكان نورانيا بلا وجه، والآن ظلام بوجه كئيب، مخيف، مرعب جدا، بدأت أرتجف، ارتعدت فرائصي، صرخت، لم يسمعني أحد، صرخت مرة أخرى بصوت أعلى... صوتي لا يخرج، يا إلهي، ماذا يحصل!... صرخت للمرة الثالثة وأنا أضطرب: أمي.. أمي.. أين أنت يا أمي؟ أخرجوني من هذا الظلام... أخرجوني، وأجهشت بالبكاء...
      فتحت عيني على لكزة، نفس لكزة خطيبي، نظرت... فإذا هو ببسمته السمجة، ينظر إلي بفرح وحنان بالغ، على الجهة الأخرى كانت أمي تشد على يدي، دموعها تغسل هواجسي، بسمتها شمس بعد ليل طويل، حاولت النهوض، قدماي ليستا معي، أصابتني الحيرة وأنا أنظر إلى الجبيرتين تارة، ثم إلى دموع أمي المنهمرة بغزارة تارة أخرى، أجلسوني على كرسي متحرك، كانت عينا الطبيب مصوبة نحو أمي وهو يحاول زراعة أمل ضعيف في شرودي، قادني خطيبي إلى حديقة المشفى، لأول مرة أشعر بعدم الرغبة في الكلام، كم كان حديثه عذبا! كأني أسمعه لأول مرة!
      ............................
      قراءة في القصة
      الوحدة تقودنا إلى الملل، والملل يفضي إلى شعور بالفراغ.
      ليست العلّة في الوحدة بعدم وجود الأشخاص، ولكن العلّة قد تكون بعدم توفر الشخص الذي من شأنه أن يسدّ هذا الفراغ.
      حديث النفس مع النفس قد يقودك إلى حالةٍ من الجنون، وربما جنوناً هيستيرياً؛ تتحدث فيه مع الأشياء حولك فيصيبك الهوس وتتهيأ بأن الأشياء حولك بدأت تتجاوب وتتحدث معك أيضاً.
      شخصيةُ القصة فتاة ربما تكون اتكالية، فهي لا تقوم حتى بأعمال البيت أو ربما كان هناك حظر اضطرها للجلوس في البيت، فداهمتها حالة الملل والاكتئاب، مما جعل جلّ أعمالها فقط أن تأكل وتنام.
      قادتها حالة الملل هذه إلى القيام بأي عمل فكان الرقص مع الموسيقى الصاخبة، والتي قادتها إلى حالة من الاندماج جعلها في حالة مغيّبة عن الواقع، فتخيل إليها أن الأشياء حولها ترقص معها طرباً، ولكن في الحقيقة أن ما حدث هو زلزال مدمّر فآثاره ظهرت على الأشياء واضحة:
      ( الكراسي تتحرك، الطاولة تهتز، المصباح يتأرجح، الجدران تتشقق).
      وهنا كان وصف الجدران رائعاً وخيالياً بأن وصفها بأنها تضحك وفي الحقيقة كانت الجدران تتشقق.
      هنا دخلت في حالة غيبوبة حين سقط شيء ما على رأسها من جرّاء ما أحدثه الزلزال من خراب.
      وهنا بدأت أحلامها المزعجة تداهمها وهي في حالة الغيبوبة، فكان حلمها الاول المزعج عن أمها وخطيبها، لتستيقظ في حلمها وتدخل في حلم آخر مرعب أيضاً عن حالتها الصباحية الجنونية وما حلّ بها.
      إلى أن تستيقظ من غيبوبتها في المستشفى على وجه أمها الباكي ووجه خطيبها، وكسر في قدميها أقعدها على كرسي متحرك.
      ما يلفت انتباه القارئ العنوان المدمج للقصة:
      ( زلزال)
      عنوان مدمج للزلزال الداخلي للنفس والزلزال الواقعي الذي حدث.
      ربما تتشابه النفس والأرض، فطبقات الأرض إن تحركت أحدثت زلزالاً مدمراً، وكذلك النفس ولواعجها، أحزانها، وأشجانها وتقلبات أحوالها قد تكون مدمّرة أيضاً.
      القصة كتبت بأسلوب سردي شيّق لا تخلو من بلاغة في التعبير والتصوير، وضعت القارئ في دائرة الخيال محلقاً مع الأحداث دون أن ينقطع خياله حتى النهاية.
      .......
      دمتَ ودام فكرك المعطاء المبدع
      كل التحية والتقدير أستاذ
      مصطفى الصالح

    2. #2


      أديب
      الصورة الرمزية مصطفى الصالح
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : مصطفى الصالح غير متواجد حالياً
      الإقامة
      في الغربة
       البلد : فلسطين
        العمل : مهندس ومترجم
       هواياتي : القراءة والكتابة والترجمة
       التقييم : 603
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      5,343
      بمعدل يومياً
      مقالات المدونة
      6
      معدل تقييم المستوى
      10
      قراءة رائعة موفقة جدا

      لا أملك حيالها سوى رفع القبعة والتصفيق

      أجمل هدية للكاتب هي أن يجد من يفهم نصه ويستطيع قراءته داخليا وخارجيا

      وفي هذا أبدعت أستاذتي الفاضلة

      أماني علوش

      شكرا لجمال وروعة الحضور

      إضافة أدبية قيمة جدا

      دمت بكل الود

      أعطر التحايا

    3. #3
      كاتبة الصورة الرمزية تهاني أبو سعدة
      تاريخ التسجيل
      May 2020
       الحالة : تهاني أبو سعدة غير متواجد حالياً
       التقييم : 59
      عدد المواضيع :
      المشاركات
      1,450
      بمعدل يومياً
      معدل تقييم المستوى
      6
      الأديبة القديرة العزيزة اماني
      ابدعت والله
      انت رائعة جدا
      هذا العمل دليل بعد نظر وعمق فكر وقوة اللغة وفراسة ادبية
      شكرا لك
      محبتي والتقدير

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Loading...

    توقيت مكة المكرمة

    sitemap