البحيرة الخضراء (بالألمانية: Grüner See) هي بحيرة تقع في ولاية ستيريا النمساوية وتحديدًا بالقرب من بلدة تراچوز، يُحيط بها الجبال والغابات، ومائها نظيفة جدًا ومصدرها ذوبان الثلوج من الجبال المُحطية بها، حيث تبلغ درجة حرارتها 6-7 درجة مئوية (43-45 درجة فهرنهايت).[1]
وخلال فصل الشتاء، عمق البحيرة لا يتجاوز سوى 1-2 أمتار و يتم استخدام المنطقة المحيطة بها كحديقة. ومع ذلك، خلال فصل الربيع، عندما ترتفع درجات الحرارة وتذوب الثلوج، ويملأ حوض البحيرة بالمياه، يصل أقصى عمق لها لما يقارب 12 مترًا من منتصف مايو إلى يونيو. وفي يوليو يبدأ الماء في الانحسار.
يعيش في البحيرة مجموعات متنوعة من الحيوانات مثل القواقع وبراغيث الماء، السرطانات الصغيرة، واليرقات، وأنواع مختلفة من سمك السلمون المرقط. النباتات ليست وفيرة بسبب أرضية
البحيرة الخضراء.. حديقة مسحورة بالنمسا تتحول لبحيرة مبهرة
النمسا من البلاد المميزة والتي تتسم بجمال جبالها ومناظرها الطبيعة المميزة والأماكن التي تستحق الزيارة، لذا فمن المتوقع دائمًا عندما تزورها أن تجد حدائق غناء، خضراء وارفة الأغصان، أن تجلس فوق المقاعد الخشبية لتلقي للطيور بالفتات وحول الزروع والأشجار الجميلة، ولكن ماذا يحدث لو فوجئت بتحول حديقتك الغناء هذه لبركة عميقة ومرعبة.. هذا ليس فيلم عن السحر بل حقيقة تحدث فقط في النمسا.
أعتاد سكان منطقة ستيريا أو شتايرمارك في النمسا أن منطقتهم لا يوجد بها مصدر مائي، فهم لا يملكون بحر أو مطل على المحيط أو حتى عين ماء صغيرة ولا أي بحيرات هم فقط يمتلكون سلاسل من الجبار تحيط بهم ووادي عميق يقع بينها، ولكن رغم هذا فهم يمتلكون البحيرة الخضراء، ليس في الأمر خلط فالبحيرة رغم امتلائها بالماء إلا أنها لا يمكن اعتبراها مصدر مائي عادي ولا دائم.
قديمًا أعتقد أهل المنطقة أن في الأمر سحر، ففي بعض الشهور يكون بين الجبال حديقة رائعة الجمال يمكنهم أن يلعبوا بها، وفي أقوات أخرى تتحول المنطقة لبحيرة عميقة يمكن ببساطة أن يغرق بها أبنائهم، أرجعوا الأمور للسحر وأن سحرة الجبال إذا رضوا عن سكان البلدة حولوها لحديقة وإن أغضبوهم أغرقوها ولكن بعد مئات السنين اكتشف الجميع أن لا دور للسحر بهذا.
إن كان في الأمر سحر فهو سحر الطبيعة وروعة الخلق التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فمن يلاحظ هذه الظاهرة سيكتشف أن الحديقة تكون على شكلها كحديقة طوال فترتي الخريف والشتاء، حيث يمكنك مع الخريف رؤية الأوراق الخضراء وهي تتساقط والأشجار المستديمة وافرة الخضرة والصخور والأرض المزروعة، ومع بدء الشتاء يكتسي كل هذا بطبقة من الجليد الخفيف ولكن يمكنك أن تأخذ أبنائك للعب هناك، بينما ما أن يبدأ الربيع والصيف حتى تتحول الحديقة إلى بحيرة عميقة لتختفي الأشجار في عمق الماء.
مع الوقت وجد أن سلاسل الجبال المحيطة تكون عامرة بالثلوج طوال فترة نهاية الخريف ثم الشتاء مما يجعل الأرض جافة وتظهر الحديقة ولكن مع بدأ الربيع يبدأ الجليد في الذوبان لينهمر ببطء يغمر الحديقة، ليدخل فصل الصيف ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة وفي فترة أيام وربما ساعات معدودة يذوب الجليد ليغمر كل شيء ويكون البحيرة، والتي تأخذ في الارتفاع حتى يذوب كافة الجليد، وكلما اشتدت حرارة الشمس أخذت المياه في التبخر لذا مع نهاية فصل الصيف يكون المياه قد تبخرت تمامًا لتعود الأرض حديقة من جديد وتبدأ دورة أخرى.