دخل المطعم بحزن عارم يمرغ وجهه البارد، جلس إلى طاولتي بعصبية بعد أن سحب الكرسي بعنف، قلت ما بك، قال أنا حزين، قلت حسنا، ماذا تحب أن تأكل؟ قال طعاما حزينا!!
نظرت إلى وجهه باستغراب: وهل يوجد طعام حزين وطعام فرح؟
قال يا أخي أنا لست أغنية عربية منافقة، تجد الكلمات والمعاني حزينة ولكن الموسيقى تصلح للرقص والفنطزة! أنا إنسان واضح داخلي كخارجي لا أنافق أحدا...
صخت به: هوب هوب إلى أين أنت ذاهب؟ ما دخل الطعام بالأغنية بصفاتك الشخصية؟
يا أخي الأنظمة العربية كلها كانت تحارب الصهاينة وتعدم كل من يثبت تعاونه مع لقيطة الاحتلال، والآن كلهم يتهافتون على التطبيع معها! أي نفاق هذا! لذلك لا تستغرب أن تكون الأغنية العربية منافقة مثلهم، تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، و.....
انتظر قليلا، أنا جائع ولن يؤثر حزنك بي حتى لو كان أشجارا، أريد أن آكل طعاما سعيدا، هات لي رز بحليب قلت للنادل، والسيد ماذا يريد رد الجرسون، قلت انتظر قليلا حتى نحل مشكلة الأغنية العربية، هل أضع موسيقى غربية تساءل النادل، قلت لا فرق عندي، لكن اسمع ضع (بافاروتي) فهو مناسب لحالة هذا الشخص...
بدأ بافاروتي يصدح بأغنية كاروزو بصوته الجهوري، فازداد صاحبي غما على غم، فاض به الغرام فوقف وصرخ: يا عالم اللي فينا مكفينا، ما هذا، ضعوا شيئا مفرحا...
وماذا تأكل سألته، قال مثلك رز بحليب، تمتمت: نعم هكذا أنتم لا ينفع معكم إلا العين الحمرا، شعب عربي وأغنية عربية، اذهب إلى الغرب وكل همبرغر على أنغام مايكل جاكسون أحسن لك...
لا تزعج منامنا، وطعامنا
ناديت الجرسون وقلت له: ضع موسيقى كابتن ماجد، وهات له كرشات ومقادم........