\\\\\\

كنت أيامها في السنة الجامعية الأولى عندما تقدمت إلي زميلة غير محجبة، رأتني عربيا فظنت أني أفهم وأعرف في أمور الدين، سالتني باللغة التركية: متى القنديل؟
لم أستطع الرد عليها فأنا أعرف أن القنديل هو السراج المضيء، له مكان لكن زمانه...!! لا أعرفه
تدارك الأمر أحد الزملاء المتدينين وأخبرها بموعده، كانت تريد زيارة قبر أمها
وبما أن الفضول عندي قوي قررت أن أعرف، فعلمت أن كلمة قنديل في اللغة التركية تعني اليوم المبارك، وكما نقول نحن الأيام المباركة و مواسم الخيرات، فهم يقولون قنديل، دلالالة على أنه نور ويضيء ما بعده...
مع الوقت عرفت أن تربيتنا الدينية فيها الكثير من النقص، فالأتراك يحتفلون أو يعلنون كل المناسبات والمواسم الدينية، وقد يستغرب البعض أن الإنسان العادي يحترم الدين والمواسم الدينية ويحرص على المشاركة فيها حتى لو كان لا يصلي أو سكيرا حتى...
فيما بعد قررت أن أتعرف على المواسم الدينية من منظورنا العربي أولا، ثم تعرفت عليها من المنظور الأعجمي التركي، فوجدتهم يفردون لها مساحة شاسعة، ومن ضمن ذلك يبشرون بالأشهر المباركة الثلاثة، رجب شعبان رمضان، وفي ليلة الأول من رجب يعلنون دخول الأشهر المباركة الثلاثة، أما في ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب فيعلنون قنديل الرغائب (regaip kandili)...
يعتقدون أن هذه الليلة تحقق رغبات المسلم وتطلعاته وآماله إن أعطاها حقها في العبادة، ولذلك سموها ليلة الرغائب أو بلغتهم الحرفية قنديل الرغائب...
هنا تحس نفحات رمضان قد اقتربت منك كثيرا، تشعر بالروحانية والصوفية الحقة، التخلص من الدنيا ومتعلقاتها والتوجه إلى الله وحده بالعبادة والدعاء، تشعر برغبة عارمة في بلوغ رمضان، والتعبد في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر

بارك الله لكم في قناديلكم وحقق لكم كل رغباتكم